خطوة وزارة التعليم في إنشاء وحدة التوعية الفكرية له وقع اجتماعي كبير، حيث سينعكس أثره بشكل تدريجي على طلابنا وطالباتنا، وحتماً حتى على العاملين في مجال التعليم، والذي سنشهد نتائجه مع مرور الوقت، والوزارة حتماً تهدف من إنشاء وحدة التوعية الفكرية في كل إدارة تعليم وجامعة إلى تعزيز الولاء للدين والانتماء للوطن، ونشر قيم الوسطية والاعتدال والتسامح والتعايش، والوقاية من الفكر المتطرف ومعالجة آثاره، وتشجيع المبادرات العلمية والبحثية في القضايا الفكرية، وستعمل على رصد المخالفات والأفكار والسلوكيات المتطرفة والمنحلة، والظواهر السلبية التي تدعو إلى الاختلال والخروج عن مصفوفة القيم المجتمعية، وذلك وفقا للضوابط التي تحددها الوزارة في ضوء الأنظمة واللوائح.
نتفق مع خطوة الوزارة كوننا جميعاً مسلمين ونعي إسلامنا جيداً فضلاً عن مناهجنا التي لم تترك صغيرة ولا كبيرة في ديننا الإسلامي إلا وفصلتها فيخرج الطالب في النهاية بحصيلة من الثقافة الدينية التي لا تحتاج بجانبها إلى (توعية) مساندة لملاحقة الطالب أو الطالبة بتطبيق تعليمات قد لا تمت للدين السمح بصلة، ناهيكم عما كان سابقاً من استغلال البعض للطلاب في أنشطة لا صفية ولا منهجية تمارس فيها أشكال من التطرف والغلو والحزبية المقيتة التي افرزت ضياعا للهوية وتشتتا للشخصية.
وإذا ما استعرضنا مفهوم حملات التوعية، لوجدناها تتلخص في (الحملات الإخبارية) وهدفها الرئيس هو إخبار الناس وإعلامهم بما حدث أو سيحدث في أمور معينة. وكذلك (الحملات التعليمية) والتي هدفها توعية الناس وتعريفهم بمعلومات محدَّدة، غالبًا ما تكون جديدة على الفرد. وكذلك (حملات الصور الذهنية) والتي يُطلَق عليها أيضًا حملات العلاقات العامة أو الحملات الإعلامية، وهي قد تكون إقناعيه، ويُراد بها تغيير الاتجاهات والسلوكيات، وأخيراً (الحملات الإقناعية) والتي تهدف إلى تغيير الاتجاهات أو السلوكيات، وكذا تدعيم الاتجاهات وتعزيزها، والهدف تغيير يتبعه تغير في السلوك غير الصحيح.
ومما يؤكد أهمية التوعية الفكرية هو حماية النشء من الوقوع فيما وقع فيه من سبقهم من الشباب، ويكون ذلك بالتوجيه الهادف عن طريق تعاون الوزارة مع المؤسسات الاجتماعية والإعلامية والثقافية، والتي تقوم بدور كبير في وقاية المجتمع، فالخدمات التي تقوم بها هامة وضرورية في التوجيه النفسي والسلوكي والاجتماعي والتربوي والتعليمي، والثقافي، واستغلال قدرات الشباب وشغلها بما يفيد من أنشطة نافعة للفرد والمجتمع، وهذا لا يكون له تأثير إلا إذا كان القائمين على هذه المؤسسات لهم قدرة وكفاءة للتصدي لمثل هذه الأفكار وتوجيهها التوجيه السليم والذي يعود بالفائدة على الجميع.
التوعية الفكرية لن ترتقي للمستوى المأمول دون الجدية الخالصة في تغيير (المنهج والمحتوى) و(تعيين الكفاءات البشرية) القادرة على إدارة العمل بمهنية ووطنية وإخلاص وكفاءة عالية، ومواكبة التطور الحديث ومعرفة اتجاهات الشباب وميولهم، وإلا ستذهب الجهود سدى كما حدث مع لجان ومبادرات سابقة كانت تدّعي الوسطية والوطنية! ولذلك فلنجعل من وحدة التوعية الفكرية نموذجا مميزا وفريدا في الحصانة والحماية.




http://www.alriyadh.com/1875593]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]