في جمهورية لبنان حزب طائفي، أعلن ولاءه وبيعته لمرشد من دولة أخرى، حزب له اقتصاد أقوى من اقتصاد الحكومة، ويملك جيشاً وأسلحة بعضها لا يملكه الجيش اللبناني، وتحارب ميليشياته في سورية والعراق واليمن من دون إذن الدولة، ولديه أجهزة مخابرات مستقلة أقوى من أجهزة الدولة الرسمية، ولديه تجنيد عسكري وسياسي وعقائدي، وفي الوقت نفسه يمارس الحياة السياسة، وله نواب في البرلمان.
وفي لبنان حزب محتل، يسيطر على مساحات واسعة من لبنان، ولا يستطيع مسؤول لبناني سياسياً أكان أم عسكرياً الاقتراب من هذه المناطق، كما يسيطر على كامل الحدود السورية - اللبنانية، وحوّلها إلى أعظم المناطق في العالم لزراعة الحشيش، يفعل فيها ما يشاء، من دون أن تتجرأ الدولة على مساءلته.
كما فيها حزب إجرامي، ليس له وضع قانوني، يُدخل إلى لبنان ما شاء من الأسلحة والمتفجرات بحجة المقاومة، واغتال أفضل من خدم لبنان وحسن علاقته بالجميع، كما اغتال الكثير من أبناء لبنان المخلصين.
وأيضاً في لبنان حزب مقاوم جاء ليحمي الشعب اللبناني من إسرائيل، فأصبح السبب الرئيس والوحيد في جوعهم وقتلهم وتشريدهم ومآسيهم، وكشفت سيطرته على الدولة اللبنانية وعلى قرارها السيادي أنه ككلّ التنظيمات الإجرامية في العالم التي تبحث عن حصصها ومصالحها قبل مصالح الأوطان، تنظيم أهان كرامة لبنان، وأضاع عزته، وحوّل شعبه إلى مهمل وجائع وباحث عما يسد رمقه.
هذه الميليشيا الولائية شرٌ مستطير، احتلّت لبنان، وأعاثت به فساداً ودماراً وخراباً، وأهانت شعبه الذي بات ينادي بأعلى صوته، مسمعاً العالم ومن حوله، متى نتحرر من هذه الميليشيا؟ ومتى تطير الحكومة اللبنانية بجناحي قوة الشعب وقوة الدولة، وليس بجناح كسير ادّعى مَنْ كسره أنه المنقذ؟!
لبنان دمّره وأجاعه وأضاعه استبداد حزب طائفي ولائي لدولة أخرى، ولا يمكن له أن يعيش ليومنا هذا ويتوسع، لولا أنه قد استتر تحت غطاء سياسي لحزب آخر طائفي، لا دور له سوى أن يبرّر ويحسّن ويجمّل إجرام سابقه.




http://www.alriyadh.com/1875960]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]