36 عاماً مرّت على صعود الأمير سلطان بن سلمان إلى الفضاء، ليكون أول رائد فضاء عربي ومسلم، ومنذ هذه الرحلة، التي انطلقت عام 1985، انتقلت المملكة من خانة "المراقب" لما يحدث في عالم الفضاء، إلى خانة "المشارك" فيه، وتشهد المملكة حالياً الكثير من الخطوات التي رسخت أقدامها في هذا المجال، وهو الأمر الذي تكلل في عام 2018 بصدور الأمر الملكي بإنشاء "الهيئة السعودية للفضاء"، وتعيين الأمير سلطان رئيساً لها، لتمضي المملكة بعدها في ركب علوم الفضاء وأبحاثه، وتطور من أدائها العلمي، بما يواكب برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية، وهو أحد برامج رؤية المملكة.
وتسعى الهيئة لقيادة مجال الفضاء وتحقيق مستهدفات رؤية 2030 وتطلعاتها مكتملة، من خلال تطوير المجال وتنظيمه وتوفير الإمكانات اللازمة لتحقيق إنجازات رائدة، وفق هدف أسمى، أساسه أن يكون الفضاء مساهماً رئيساً في ازدهار المملكة، وممكناً للأجيال للريادة، لما فيه خير للإنسان.
ولم يقف تطور مجال الفضاء عند هذا الحد، إذ يُنتظر في المستقبل القريب أن تقر المملكة الاستراتيجية الوطنية للفضاء، التي تتضمن مشروعات طموحة وواقعية، تليق بمكانة المملكة المهمة، وتعتمد على ممكّنات منها تأسيس برنامج تمويل للمشروعات الناشئة والبحثية، ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتحفيز الابتكار، وهو ما يؤكد التزام المملكة بالاستثمار في هذا القطاع الاقتصادي الكبير.
وتبدو إنجازات المملكة في مجال الفضاء حتى اليوم مُبشرة بكل الخير، فبين عامي 2000 و2019، تمكنت المملكة من إطلاق 16 قمرًا صناعيًا سعوديًا إلى الفضاء، بإشراف مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، كان آخرها القمر السعودي للاتصالات "SGS1"، الذي أطلِق في السادس من فبراير من العام الماضي، حاملًا توقيع الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، الذي كتب عليه عبارة "فوق هام السحب".
وتزيد المملكة من حجم هذه الإنجازات، عندما تطلق القمر الصناعي "شاهين سات"، بتقنيات جديدة، وأهداف محددة تتماشى مع مستجدات العصر ومتطلباته، وتلبي ما تحتاجه المملكة في المرحلة المقبلة، ويكفي للتأكيد على ذلك أن "شاهين سات" يتخصص في تصوير الفضاء وتتبع السفن البحرية، ويقدم صوراً ذات دقة عالية للأرض من المدارات المنخفضة بواسطة حمولتي التلسكوب ذي الدقة الفائقة للتصوير، ونظام التعريف التلقائي لتتبع السفن البحرية، كل هذه الإنجازات تؤكد أن المملكة قادمة وبقوة في مجال الفضاء، لمنافسة الدول الكبرى التي سبقتها في المجال ذاته.




http://www.alriyadh.com/1876059]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]