مبادرة السلام في اليمن التي أعلنتها المملكة يوم أمس تأتي في سياق الجهود التي بذلت ومازالت تبذل لإحلال السلام في اليمن الشقيق، وهو أمر دائماً ما كانت المملكة تدعو له وتؤكد عليه من خلال المؤتمرات والمباحثات المتعلقة بالشأن اليمني، فحل الأزمة اليمنية سياسي في المقام الأول، ولكن دائماً ما كانت هناك عرقلة حوثية لإتمام السلام وعودة الحياة إلى طبيعتها في هذا البلد الذي عانى ويلات الحرب بسبب تلك العراقيل.
اليوم لا مجال أمام الحوثي لرفض المبادرة التي شملت جوانب سياسية واقتصادية وعسكرية مهمة، حال نفذت سيتم انتشال اليمن من وضعه غير المقبول على الصعد كافة، وتبدأ مرحلة جديدة من التنمية، والشعب اليمني في أشد الحاجة إليها، وفي حال رفض الحوثي المبادرة فهذا يعني أنه غلب مصالحه الضيقة على مصالح اليمن والشعب اليمني، واستمر في تنفيذ الأجندة الإيرانية التي لا تريد خيراً ولا سلاماً لليمن ولا للمنطقة برمتها، فمن مصلحة إيران إطالة أمد النزاع طالما كان ضحاياه من اليمنيين، وكل ما عليها هو أن تغذي النار بالإمدادات العسكرية وبأيديولوجية سياسية بعيدة كل البعد عن مصالح اليمن ومصالح شعبه، ففي نهاية الأمر تريد إيران منطقة نفوذ من دون النظر إلى معاناة الشعب اليمني المتضرر الأول من هذا النزاع، أو إلى مصالح الشعب اليمني، فهمها الأول والوحيد أن تسيطر تحقيقاً لغايتها بغض النظر عن الوسيلة.
ميليشيا الحوثي تقف الآن أمام مسؤوليتها أمام الشعب اليمني إما بقبول المبادرة وتغليب مصالح اليمن وشعبه، وإما استمرار التبعية لإيران بغض النظر عن استقرار اليمن وتنميته، فهي مفترق طرق، وإن كانت السبيل لإنهاء المعاناة واضحة جلية بقبول المبادرة السعودية وتنفيذها، ففي ذلك مصلحة اليمن.




http://www.alriyadh.com/1876478]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]