يأتي الاحتفاء باليوم العالمي للتراث ليؤكد القيمة الرمزية والمعنوية التي تحظى بها المنجزات الإنسانية خلال مسيرتها الحضارية، ولترفع من قيمة العقل الذي أبدع تلك الفنون والحضارات على اختلاف مشاربها.
مملكتنا الغالية ذات غِنى وثراء وعمق تاريخي وحضاري ضارب الجذور، ومن هنا فإن مساهماتها في التراث العالمي عطاءً ورعاية واكتشافاً وكذلك صوناً لهذا التراث، هو أمر طبيعي يفرضه موقعها الجيولوجي والجيوسياسي، الأمر الذي كان له أثره العميق في أن تكون المملكة في صدارة الدول التي تُعنى بالتراث وتساهم في صونه وحمايته.
وأن تشارك المملكة العالم في الاحتفاء بهذا التراث في يومه العالمي الذي يوافق 18 أبريل من كل عام، تحت رعاية منظمتي اليونسكو والتراث العالمي، فإن سجلّ المملكة حافل بالإنجازات والحضور المشرّف، وهو حضور توّجه مشاركتها المتعددة سابقاً، ويستمر بشكل يدعو للفخر والتقدير، فهيئة التراث تواصل دورها المحوري في مختلف مدن ومناطق المملكة، عبر مشروعات قائمة، وأخرى مُنجزة، تخدم التراث الوطني المادي وغير المادي، وذلك باعتبارها الجهة المسؤولة عن إدارة قطاع التراث في المملكة بمجالاته كافة منذ تأسيسها بقرار مجلس الوزراء في شهر فبراير من العام الماضي، كهيئةٍ تابعة لوزارة الثقافة في إطار الاستراتيجية الوطنية للثقافة المنبثقة من رؤية المملكة 2030.
فخدمة تراثنا تسير وفق مسارات وبرامج عديدة شهدناها، ونشهد المزيد منها إن على مستوى مشروعات الترميم والتأهيل للمباني التراثية والتاريخية، أو مشروعات التوثيق والدراسة للمنشآت الحجرية في المملكة بالتعاون مع المؤسسات والمراكز الوطنية والدولية ذات العلاقة، وهي مشروعات من الضخامة والأهمية ما يجعل سردها بحاجة لمساحة أرحب؛ فضلاً عن الدور المهم في تسجيل عدد من المواقع التراثية والثقافية محلياً وفي المنظمات العالمية.
إن هذه الجهود التي تقوم بها هيئة التراث جاءت برعاية كريمة من القيادة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، والتي جاءت داعمة لأن تنجح هيئة التراث في تحقيق منجزات بالغة القيمة والأهمية خلال عامها الأول، والذي يشكل ترجمة ومثالاً للاحتفاء بالتراث الوطني وتقديره ورعايته، كما يعد عنصراً داعماً لمشاركتها في الاحتفال باليوم العالمي للتراث، انطلاقاً من الأهمية التي يملكها تراثنا السعودي ذي القوالب المتعددة، والذي يعكس عمق تاريخنا الإنساني وثراءه، ولا شك أن العناية التي يحظى بها هذا التراث كفيلة بأن يتبوأ مكانته الخليق بها، كما أنه سيساهم في تنميته وحمايته من الاندثار.




http://www.alriyadh.com/1881188]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]