عقد يوم الاثنين الماضي عبر الاتصال المرئي اجتماع بين الزراعيين في المملكة وروسيا، شارك فيه من الجانب الأول الهيئة العامة للغذاء والدواء، ومن الجانب الثاني وزارة الزراعة الروسية، والشركات الروسية والسعودية ذات العلاقة، حيث تم خلال الاجتماع استعراض العلاقة بين البلدين في المجال الزراعي، الذي حقق خلال العام الماضي قفزة ملحوظة، فقد زاد عدد المؤسسات الروسية المعتمدة التي تصدر اللحوم والعسل والبيض للمملكة بشكل ملحوظ.
فبالمقارنة مع عام 2019، والذي لم تتجاوز عدد المؤسسات الروسية الزراعية المعتمدة 3 منشآت فقط، زاد هذا العدد عام 2020 ووصل إلى 27 منشأة - أي أن عددها تضاعف 9 مرات-. وهذا أدى إلى ارتفاع الصادرات الغذائية الروسية إلى المملكة عام 2020 بنسبة تزيد على 25 %.
وهذه القفزة في العلاقات الاقتصادية، تدل على أن قطاع الأعمال السعودي بدأ في العام السابق 2020، يكتشف السوق الروسية ويستفيد منها، وهذا أمر إيجابي، فالعلاقة التجارية بيننا وبين روسيا لم تتطور بعد إلى مستوى العلاقة التي تربط البلدان داخل منظمة «أوبك +»، التي تعتبر روسيا فيها العضو الاستراتيجي للمملكة، فالعلاقة والتنسيق في مجال الطاقة بين المملكة وروسيا والذي وضع لبناته ولي العهد والرئيس الروسي عام 2016، هو الذي انتشل أسعار النفط خلال ذلك العام من 27 دولاراً في بدايته، إلى 55 دولاراً في نهاية، ومن ثم إلى مستويات أعلى، الأمر الذي خلق المقدمات إلى إنشاء لجنة مراقبة للالتزامات من داخل وخارج «أوبك» ممهدة الطريق لقيام «أوبك +» أواخر العام المشار إليه، والتي تضم بالإضافة إلى أعضاء الأوبك البالغ عددهم 13 عضواً، 10 دول أخرى من خارجها ليصبح بالتالي عدد أعضاء «أوبك +» 23 عضواً. وروسيا هي أهم دولة ضمن مجموعة الدول العشر.
ولذلك، فإن العلاقة بين المملكة وروسيا يفترض أن تتطور في العديد من المجالات، من أجل خلق أرضية مشتركة للمصالح أكثر اتساعا من الموجودة في الوقت الراهن، فالعلاقة الاستراتيجية المتطورة في مجال الطاقة لم تنعكس بصورة كافية على العلاقات الاقتصادية، فالتبادل التجاري بين المملكة وروسيا لم يرقى بعد إلى المستوى الذي يوسع هامش المصالح بين البلدين، إذ على الرغم من نموه فإنه لايزال منخفضاً جداً، بحيث لم يصل حجمه في العام الماضي حتى إلى 1 % من إجمالي حجم التبادل التجاري بين المملكة والعالم الخارجي، الأمر الذي يعني أن المصالح المشتركة لاتزال ضمن عباءة «أوبك +» فقط، ولم تبتعد عنها كثيراً عبر شبكة واسعة من المصالح المتبادلة التي تؤدي إلى تقوية العلاقات بين البلدين.




http://www.alriyadh.com/1880921]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]