تقود المملكة في الوقت الحالي جهوداً دوليةً لحماية كوكب الأرض، تسارعت وتيرتها منذ ترؤسها مجموعة العشرين العام الماضي، وتوجت الجهود بإعلان الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد عن "مبادرة السعودية الخضراء" و"مبادرة الشرق الأوسط الأخضر"، واللتين تركزان على حماية البيئة، والطاقة والمناخ، وترسمان توجه المملكة والمنطقة في حماية الأرض والطبيعة، وتسهمان في تحقيق المستهدفات العالمية، من خلال زراعة 50 مليار شجرة، في أكبر برنامج إعادة تشجير في العالم.
ولي العهد أشار في عدة مناسبات، إلى أن المملكة بصفتها منتجاً عالمياً رائداً للنفط تدرك تماماً نصيبها من المسؤولية في دفع عجلة مكافحة أزمة المناخ، وكما هو دورها الريادي في استقرار أسواق الطاقة، فإنها تعمل على قيادة الحقبة الخضراء القادمة، ولهذا جاء حديث سموه في الاتصال الهاتفي الذي أجراه مع الرئيس الصيني، بأن المملكة تعمل على تنظيم قمة سنوية لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر بحضور القادة والمسؤولين في المجال البيئي، ليؤكد دور المملكة الريادي تجاه القضايا الدولية المشتركة، والإسهام في حماية كوكب الأرض، والحفاظ على مستقبل الأجيال القادمة، وإدراكها أن مسؤولية حماية كوكب الأرض مهمة كبيرة وتحتاج إلى جهود متواصلة ودعم على مستوى القادة، لمواجهة التحديات البيئية لارتباطها بمستقبل الحياة والاقتصاد والسكان لجميع الدول.
المملكة تبنت مبادرة الاقتصاد الدائري للكربون، وطرحتها أمام قمة قادة مجموعة العشرين 2020 في الرياض، وتقدمت في ترتيبها بمعدل خمس مراتب في تقرير تعزيز التحول الفعال في مجال الطاقة 2021 والذي أصدره المنتدى الاقتصادي العالمي أمس، وهذا يؤكد دورها الفاعل في مبادرات إدارة الانبعاثات والتحول إلى الطاقة النظيفة، والشركات السعودية تعمل في هذا الإطار، وتعد شركة "سابك" من أوائل شركات الكيميائيات العالمية التي تطبق مفهوم الاقتصاد الدائري للكربون، وأنشأت أكبر مصنع في العالم لإعادة استخدام الكربون في تصنيع المنتجات في مدينة الجبيل الصناعية.
الاهتمام بالبيئة يعكس تطور المجتمعات، ورؤية المملكة 2030، أولت حماية البيئة والموارد الطبيعية أهمية قصوى، والمشروعات التي يتم تنفيذها في المملكة ركزت على الجوانب البيئية من خفض للانبعاثات الكربونية ومكافحة التلوث البيئي، والتركيز على الطاقة المتجددة، وعلى سبيل المثال استراتيجية قطاع الطاقة التي يتم تنفيذها، وتعمل على تحقيق المزيج الأمثل من الطاقة لتوليد الكهرباء، وتهدف إلى أن تُصبح حصة الغاز ومصادر الطاقة المتجددة في هذا المزيج نحو 50 %لكل منهما بحلول العام 2030، بإزاحة مليون برميل بترول مكافئ من الوقود السائل يومياً.




http://www.alriyadh.com/1881897]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]