الموضوع: اليوان الرقمي.. رسمي

الصين أكبر اقتصادي عالمي بعد الولايات المتحدة تطلق عملتها الرقمية كثاني دولة "رسميا" تعترف بإصدار عملة رقمية "اليوان الرقمي" بعد جزر البهاما، والعملات الرقمية أو "المشفرة" اليوم أصبحت ذات وجود وحاضرة اعترف بها من اعترف أو لم يعترف، ولكنها أصبحت واقعا رغم حملة التحذيرات والتنبيهات من مستثمرين أو بعض الدول، ولكن لماذا الصين اتجهت لإصدار عملة رقمية وهي الآن تقر بها وتعترف وتعتمدها في التعاملات المالية؟ أولا العملة الرقمية الصينية اليوم هي أضخم عملة رقمية حكومية في العالم وتحت سيطرة البنك المركزي الصيني، وصمم "اليوان" الصيني الرقمي من أجل تتبع جميع التحركات المالية، وعلى سبيل المثال ستعرف الدولة التفاصيل الكاملة لكل ما اشتراه شخص ما عبر هذه العملة ومن أين. وهي ستكون مفصولة عن النظام المالي العالمي، حيث الهيمنة للدولار الأميركي، الذي يسيطر على التجارة الدولية اليومية بنسبة تصل 80 % من التداول اليومي. وهذا ما أثار أعضاء بالكونغرس الأميركي لسؤال وزيرة الخزانة الأميركية هل هناك توجه لوجود "دولار رقمي"؟
العملة الصينية لم تلقَ الترحيب من الإدارة الأميركية حيث إنها قد تشكل تهديدا لهيمنة الدولار على التجارة الدولة وأيضا كمصدر أساسي للعملة الصعبة والاستثمار بالدولار، وهذا ما يعتبر مصدر "قوة" الدولار الأميركي اليوم وهي قوته في التجارة الدولية والاستثمار واحتياطي للدول، فحين يأتي ما يهدد ذلك فهذا يعني اهتزاز قوة الدولار الأميركي، والذي معها تلجأ كل إدارة أميركية لحفز الاقتصاد أو ضخ سيولة كما هي أزمة كورونا منذ بداية 2020، نجد أن ضخ التحفيز الأميركي من خلال إصدار السندات والسيولة يأتي من ثقة أن الدولار يمكن أن يقف بقوة أمام أي ركود أو تباطؤ اقتصادي أميركي بضخ مزيد من الدولارات لأن هناك مشترين للسندات الأميركية وضخ المزيد، وهي دورة مالية يطول شرحها في النهاية للحكومة الأميركية ضخ ما تشاء من الدولارات اعتمادا على قوة الدولار الدولية كتجارة واستثمار، فحين تأتي العملة الرقمية الصينية أو كما يفترض مستقبلا من أن "تهز" عرش الدولار، سيوجد القلق على الدولار وأن يصبح مستقبلا "في حال تم" ليست العملة الرائجة في التجارة الدولية أو مصدر استثمار حقيقي يمكن الاعتماد عليه.
والصين أطلقت عملتها الرقمية وتفادت كثيرا من أسئلة العملة الرقمية الأخرى وهي المظلة القانونية الرقابة حيث نجد عملات أخرى يطالها اتهامات من غسيل أموال وغيره ولا تخضع لأي مظلة قانونية أو مراقبة، وهذا ما تجاوزته الصين بعملتها الرقمية التي من خلالها تستطيع تتبع كل عمليات الشراء وأين تذهب. والصين تهدف إلى تعميم العملة الرقمية من خلال إجراء تجارب على مستوى المدينة هذا العام والعام المقبل، وجعلها جاهزة للاستخدام بحلول الوقت الذي تستضيف فيه دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في أواخر العام 2022. ونحو 60 % من أكثر من 60 بنكاً مركزياً شملهم استطلاع من قبل بنك التسويات الدولية العام الماضي إنهم "يجرون تجارب أو دراسات لإثبات المفهوم" حول العملات الرقمية، ارتفاعاً من 42 % في العام 2019، وفقا لهوفمان. مرحلة جديدة وتحول كبير حدث اليوم بالعملة الرقمية فهل الصين ستسبق أميركا هذه المرة، أم أن هناك ما قد تخفيه الأيام وتخرج أميركا بمنتج "رقمي" أو تحول قد يحدث، لتحافظ على قوة الدولار العالمية التجارية والاستثمارية.




http://www.alriyadh.com/1881862]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]