من يقرأ الواقع السعودي خلال السنين الخمسة الأخيرة.. خاصة فيما يذهب إلى العلاقة مع الدول الأخرى.. يكتشف أنها أصبحت عصية على الابتزاز.. فلم يعد مفهوم الأخوة العربية سبيلاً إلى تنازلات حقوقية ومساعدات مالية مليارية.. ولم يعد مفهوم الحماية والعلاقة الوطيدة مدخلاً للابتزاز السياسي.. فالعالم رحب ومع الجميع ومن الممكن أن تبني علاقاتك الاقتصادية وفق مصالحك أنت.
التغيير الذي نعيشه لا يعني فقط ما يخص تدعيم المجتمع وإصلاح ما طاله من خلل.. وليس الارتقاء الاقتصادي وبما يحقق أهداف الرؤية نحو استثمارات جديدة غير البترول.. بل هو نور جديد ظهر ليستمر وباتت الحاجة إلى متغيرات كثيرة أمراً لا حياد عنه، ليأتي محمد بن سلمان ليزيل غمة النفاق السياسي وهاجس الواقع العربي المتقلب، ويجيرها إلى نمط الصداقة والمصلحة التي نريدها سواء مع الغرب أو الشرق.. لا نتبع لأحد.. ولا لأحد علينا وصاية.
إن تراجعت العلاقة مع البعض بعض الشيء فهناك غيره ولن نستكين له، وإن تمادى عربي بالإساءة فنلغيه من قاموسنا حتى يعود إلى رشده.. فلسنا الأن مستودعاً نستقبل منهم لننقذ اقتصادهم، ولا ضماناً اجتماعياً لدول.. ولسنا جداراً قصيراً ليتطاول عليه رغم أن خيرنا يغرقهم.. وعطاءات بلادنا هي من أوقفهم على أقدامهم.
في السابق اشتدت المحن على بلادنا من فرط مجاملات وتنازلات، وأصبح بمقدور أي معتوه سياسي أن يتطاول.. لأنه يظن أنه ما زال ضامناً الإمدادات.. ليأتي محمد بن سلمان ليعلن كلمته الأهم.. السعودي هو الأهم لا تنازل عن من يعاديه ومن يريد به ضراراً وحتى من لم يحسن القول معه، ليكون المتغير أكبر مما يستوعبه المعادون.. السعودية الحديثة عصية على الابتزاز خارجياً وداخلياً، لتكون وبكل أريحية بعيدة عن الضغوطات الخارجية والإخفاقات العربية.. لأنها مشغولة بارتقاء البلاد وقبل كذلك تنظيفها من أرباب الفساد والخونة والخانعين لتعمل على صناعة السعودية الجديدة التي قوتها في داخلها بالتحام قادتها وشعبها.. وفي إيمانها بربها وثقتها بمقوماتها، واعتمادها التام على أبنائها ومواردها.
ما يلفت النظر حالياً أن أصحاب التوجهات المعادية للسعودية بدؤوا أكثر رعباً، وحتى أن بعضهم قد فقدوا أعصابهم من جراء ما يشاهدون من تحول وارتقاء ورغم أنه قد أُسقط في أيديهم بخسارتهم لكل تحدٍ قديم أطلقوه.. نقول إنهم متضررون جداً من تغيير المسار.. حتى أن كثيراً منهم يريد أن يشكك في كل مسار سعودي يحقق نجاحاً.. والمضحك المبكي أنهم من كانوا يرون في السعودي تعصباً دينياً يقومون الآن بشيطنة المتغيرات والإصلاحات الإيجابية التي أصبحت حديث العالم ليصورها على أنها معادية للإسلام؟!
الأهم في القول إن عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين محمد بن سلمان -حفظهما الله-.. تاريخ سيسطر بمداد من ذهب.. لأنه تاريخ التحول والارتقاء والرؤية والاعتماد على النفس لأن رؤيتنا تبني وتصنع ليس ما نحتاجه ونستغني به عن الآخرين فحسب بل صناعة الإنسان الذي هو الآن على عتبة قيادة الدولة المتفوقة وضمن الأكثر نمواً في جميع المجالات.




http://www.alriyadh.com/1884419]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]