في ظل متغيرات كبرى سياسية واقتصادية وتكنولوجية شهدها العالم، قيض الله للمملكة عقلاً استثنائياً سيعيد كتابة التاريخ ورسم الصورة الذهنية الجديدة للمملكة، ولأن هذه المهمة تحتاج مصلحاً شجاعاً ونابهاً، كان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - بطل أخبار هذا التحوّل المثير.
ومنذ بزوغ نجم سموه، شهدت المملكة انفتاحاً سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً غير مسبوق على العالم الخارجي، حيث قاد قفزة في المفهوم السعودي لكيفية التعامل مع العالم الخارجي، وبناء علاقة مبنية على حماية مصالح المملكة، مستغلاً حقيقة أن العالم لا يمكنه الاستغناء عن الدور السعودي المهم على الصعد كافة، وبفضل هذه القفزة، احتلت المملكة القيادة في العديد من القضايا إقليمياً ودولياً.
وراعى سمو ولي العهد أن تقوم السياسة السعودية على عدة ثوابت، وفي مقدمتها عدم الدخول في تكتلات مناوئة لبعضها البعض، وتضع نصب أعينها توثيق علاقات المملكة بالأقطاب العالمية، حيث أدرك استخدام كلّ الأوراق كقوى ناعمة تدفع باتجاه تحقيق مصالح المملكة والمحافظة عليها، وفطن إلى ما لدى المملكة من مخزون لم يُستغل بعد، ولما لها من موقع روحي وسياسي واقتصادي مؤثر في العالم، يضمن لها أن تكون رقماً صعباً في قضايا المنطقة والعالم أجمع.
لذلك نجح سموه في تغيير موقف المملكة من سياسة ردود الأفعال، إلى سياسة صناعة الأفعال على المستويين الإقليمي والدولي، وهو ما أضحى بشكل واضح حديثاً عالمياً تناقلت أخباره الصحافة العربية والدولية، واستطاع صاحب الحق والعقل والمنطق إيصال سياسته وقوته للعالم بهدوء، وهذا لا يعني عجز المملكة عن استخدام القوة العسكرية المشهود لها بإمكاناتها، ولكن استبدلها في معظم الأحايين باستخدام القوة الناعمة القائمة على الفكر والحجة، لأن قوة العقل والمنطق تعلو ولا يُعلى عليها، الأمر الذي تُوِّج بدعم دول العالم لوجهة النظر السعودية في كثير من القضايا والأحداث الدولية.
واليوم، وبعد مرور أربعة أعوام على بيعة سمو ولي العهد تعيش المملكة حالة استثنائية ومفصلية هي الأولى من نوعها في تاريخها الحديث، وهي أقرب من أي وقت مضى لتقديم مفردات جديدة لقصتها، وترسيخ ملامح صورتها، وصياغة خطابها إلى العالم.




http://www.alriyadh.com/1884553]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]