تشير البيانات المالية، إلى أن الإيرادات النفطية في الربع الأول من هذا العام 2020 وصلت إلى 116.576 مليار ريال، وبالمقارنة مع إيرادات الربع الأول من العام الماضي التي بلغت فيه 128.771 مليار ريال، تكون هذه الإيرادات قد انخفضت بنسبة 9 %. أما الإيرادات غير النفطية وهو الأهم، فقد وصلت في الربع الأول من عامنا هذا إلى 88.185 مليار ريال، بعد أن كانت 63.3 مليار ريال في الربع المماثل من العام السابق، أي أنها ارتفعت بنسبة 39 %.
طبعاً انخفاض العائدات النفطية في الربع الأول من هذا العام عن الربع المماثل له في العام الماضي، أمر متوقع. فالحياة الاقتصادية في الربع الأول من العام الماضي، لم تتأثر إلا جزئياً، بالإجراءات التي اتخذت لمواجهة ضيفنا ثقيل الظل كوفيد-19. فالمملكة بدأت إجراءاتها لمواجهة الجائحة في مارس من العام الماضي، أي الشهر الأخير من الربع الأول. كما أن اجتماع «أوبك+» المشؤوم هو الآخر تم في 6 مارس من العام الماضي، والذي خرج الأعضاء منه مختلفون. ولكن مع أخذ أسعار النفط في شهري يناير وفبراير بعين الاعتبار، فإن متوسط سعر برميل نفط سلة «أوبك» في الربع الأول من العام الماضي يكون عند 50 دولاراً للبرميل تقريباً. هذا بالإضافة إلى أن المملكة زادت إنتاجها في مارس 2020، وهذا عوض بعض الشيء عن انخفاض الأسعار. ولذلك، فأنا متأكد أن إيرادات النفط في الربع الثاني من هذا العام وفي بقية أرباع العام التي سوف تليه، سوف تكون أعلى من الأرباع المماثلة في العام الماضي. فإذا أضفنا العائدات غير النفطية التي بدأت ترتفع، فإن محصلة الإيرادات هذا العام (النفطية وغير النفطية) سوف تكون أعلى مما كانت عليه في العام الماضي. إن اقتصادنا كما يبدو، في طريقه للخروج من عنق الزجاجة. وهذا أمر مهم، لأننا الآن في العام الأول من عملية إعادة هيكلة الاقتصاد حتى 2030. ولذلك، فإن الأعوام المقبلة، ما لم يطرأ أمر غير محسوب، سوف تشهد مزيدا من نمو القطاعات والعائدات غير النفطية. وهذا يعني من ضمن ما يعني تقلص مساهمة القطاع الحكومي، الذي يعود له قطاع النفط، في الناتج المحلي الإجمالي وارتفاع مساهمة القطاع الخاص في الاقتصاد. إن العائدات النفطية سوف ترتفع ولكن القيمة المضافة التي سوف ينتجها قطاع الأعمال سوف ترتفع بنسبة أكبر.
فالتقدم والازدهار الذي سنشهده في الفترة المقبلة سوف يعتمد بشكل متزايد على مساهمة القطاعات غير النفطية التي يقودها القطاع الخاص. وهذا بالضبط ما كنا نخطط له منذ زمن.




http://www.alriyadh.com/1884505]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]