حسمت القيادة الرشيدة أمرها بشأن المستقبل الذي تريده للمملكة، واستطاعت في فترة مذهلة التخلص من كل ما عطل جوانب التنمية والتطور في البلد الاستراتيجي المهم، وتجاوزت مرحلة الشعارات، والقيود والأوهام التي دمرت أو عطلت بلاداً قريبة، لتخلق نموذجاً جديداً ومذهلاً في بناء دول عربية إسلامية قوية، تعتز بدينها، وتاريخها، وتنطلق منه للمستقبل بثقة ورؤية واضحة.
انفجرت طاقات المملكة في سنوات معدودة، داخلياً وخارجياً، وفي جميع المجالات، وباتت محطةً رئيسةً في أي حراك يخص المنطقة، ما يعني أن التحولات الكبرى التي شهدتها المملكة إنما عظّمت مكانتها الاستراتيجية، ومنحتها أوراقاً عدة للقيادة الإقليمية فضلاً عن مكانتها الدينية والاقتصادية، وباتت أخبار تصدر المملكة لهذا المؤشر أو ذاك خبراً معتاداً في وسائل الإعلام، وآخرها -وليس بالأخير حتما- تصدر الرياض قائمة المدن العربية وحلولها في المرتبة 14 دولياً بين عدد من كبرى العواصم والمدن حول العالم على صعيد الطموح والابتكار ومواءمة البيئة القانونية والتشغيلية لريادة الأعمال.
ما يرفع الآمال ويعزز التفاؤل بمستقبل هذه البلاد المباركة أن كثيراً من مستهدفات رؤية 2030 قد سبقت آمادها المحددة، بل وتجاوزتها بوقت طويل، وبات الجميع يلمس ويرى التحولات الهائلة واقعاً حقيقياً وملموساً، لا شعارات وأحلام طوباوية، تسوق لشعوب مغلوبة على أمرها، وهذا يرسي نهجاً جديداً في هذه المنطقة من العالم قوامه أن الطموحات ليست شعارات وعبارات إنشائية، بل خطط عمل حقيقية، وجهد دؤوب، ونتائج ملموسة، يشعر بها الجميع، ويقطفون ثمارها.
نعيش هذا الواقع الزاهي بفضل الله، ثم برؤية قيادة حكيمة سبقت بنظرها الثاقب تحولات العصر، وواكبت نموذج الدولة الحديثة والقوية، في الوقت الذي ما زالت فيه بعض الدول تعيش شعارات عقود بائدة، مهدرة مستقبل شعوبها، ومبددة أحلام مواطنيها.




http://www.alriyadh.com/1888541]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]