أحب الشعر. أحب قراءته، أحب اقتباس أبياته، أحب الاستشهاد به وأحب البحث عنه، وأكرر دائماً أن الشعراء بالنسبة لي لديهم ملكة خاصة، والجزء في الدماغ المسؤول عن الكلام مختلف عندهم عن بقية الخلق لذلك يستطيعون أن يقولوا هذا الكلام المبهر الذي يشبه السحر.
ولكل ذلك يحزنني جداً أنني لم أستطع ان أجد موقعاً في الشبكة العنكبوتية على ذوقي. وحين أقول على ذوقي لا أعني ذائقتي الشعرية إنما أعني التالي:
موقع يكون سهلاً في الاستخدام، أستطيع البحث فيه عن شاعر أو قصيدة بسهولة وبدون تعقيد.
جذاباً، بحيث يشد أي متصفح لأن يقرأ. الاستفادة من فناني الجرافيك مسألة مهمة للوصول إلى هذه الغاية.
يحوي كل الشعراء القدامى منذ عرف العربي قول الشعر والمحدثين حتى الآن ولو ضم الفصحى والعامية فهذا يكون أجمل وأعم. والعامية أقصد من كل البلدان وليس فقط عاميتنا.
يحوي أيضاً الشعر المترجم.
مقالات وقراءات للقصائد.
مستوى معين لا ينشر المحاولات.
بالنسبة لي كان موقع جهة الشعر الذي يملكه قاسم حداد مهماً جداً واتجه إليه بشكل دائم للاطلاع والتعرف على جديد الشعر والأدب والبحث عن الشعراء والقصائد وأحياناً من باب اللعب أبحث عن قصائد تحمل كلمة معينة. مشكلة الموقع كانت أنه صعب في الاستخدام وبطيء بالرغم من ذلك أفتقده بشدة.
هناك مواقع كثيرة للشعر والأدب، لكنني لم أجد حتى الآن ضالتي. خصوصاً في الشعر، أعرف أن المسألة ليست سهلة وأن الكُتاب بشكل عام لا يحبون التكنولوجيا وأن غالبيتهم لا يملكون المال الذي يحتاجه موقع ضخم ومثالي كالذي أحلم به. والموقع الذي أحلم به يشبه كثيراً جهة الشعر مع مراعاة أن يكون سهل الاستخدام وجذاباً، وكنت أتمنى أن يطرح موضوع الاحتفاظ به وتطويره للمثقفين جميعاً ربما كان يمكن أن أحصل على حلمي. تم إغلاق الموقع لعدم وجود دعم مادي. رثاه الشعراء والمثقفون، ولا أعرف هل يمكن إعادته للحياة أم أن ذلك غير وارد. ولا أعرف إن كان حزني المستمر عليه كلما بحثت عن موقع يثريني ويملؤني شعرًا وأدبًا يمكن أن يضيف جديدًا لكل الكلمات التي بكت عليه.
ربما قام أحد المشرفين على مواقع الشعر بالاطلاع عليه وعمل نسخة جديدة، ربما قام أحد المهتمين الأثرياء بدعم الموقع وإقناع قاسم بإعادته لنا، ربما قامت جهة ثقافية بتبني الموقع.
ها أنا أكرر الكلام الذي قيل قبل ثلاث سنوات، حين أعلن قاسم حداد عن إغلاقه، وها أنا لازلت كلما بحثت عن شيء يخص الشعر أشعر بغصة وحنين جارف إلى جهة الشعر.
بدأت المقال بالحديث عن موقع مثالي للشعر. واكتشفت أثناء الكتابة أنني أبحث عن جهة الشعر وأنني أفتقده وأنه لم يوجد بعده موقع بثرائه وعبقريته، لابد أن نبحث عن شاعر بعبقرية قاسم حداد كي يصنع لنا جهة شعر أخرى، ولو كان ذلك مستحيلاً، سأظل أفتقد ذاك الموقع.




http://www.alriyadh.com/1890056]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]