لم تعد مشكلة لبنان تقتصر على دويلة حزب الله، الدويلة المستقلة في قضائها وقراراتها، والتي تتمتع بجيش كامل العتاد والتجهيز، وبمؤسسات ثقافية واجتماعية، وبشبكات إعلام مرئية ومسموعة ومقروءة، ولديها شبكة اتصالات هاتفية خاصة.. المشكلة أضحت في أن زعيم الدويلة حسن نصرالله صار مرشداً للبنان، تيمناً بمرشد إيران، وصاحب الكلمة العليا في كل شؤونه، والزعيم الأبدي الذي لا يمكن عزله، ولا إسقاط حكومته بانتخابات، ولا الادعاء عليه أمام المحاكم، ولا محاسبته.
ويظهر لنا نصرالله بين فينة وأخرى متحدياً الدولة اللبنانية، وآخرها من خلال عرضه إدخال بواخر إيران النفطية المعاقبة دولياً عنوة إلى مرفأ بيروت، يريد من ذلك استنساخ النموذج الفنزويلي مع إيران على لبنان، والمخاطرة مرة جديدة بمصير لبنان وشعبه.
هذا العرض يؤكد أن الدولة اللبنانية فقدت كلّ مقوماتها السيادية، وأن هناك فريقاً أقوى وأكثر تنظيماً منها، وهذا ينعكس سوءاً على علاقات لبنان الخارجية، وعلى عمل مجمل القطاعات الداخلية، خصوصاً أن حزب الله يستطيع فرض سيطرته على لبنان، لكنه لا يستطيع تقديم رغيف خبز للمواطنين، لأنه يريد تطبيق النموذج الإيراني، وهو النموذج الذي أفقر الشعب الإيراني قبل شعوب المنطقة التي دخلها الملالي.
لذلك من حقنا أن نتساءل متى أخذ نصرالله برأي الدولة اللبنانية بكلّ ما يقوم به؟ هل سأل اللبنانيين قبل أن يذهب إلى العراق وسورية واليمن ليقاتل إلى جانب حلفاء النظام الإيراني؟
نعم نصرالله يريد أخذ لبنان إلى المجهول ومعاداة أشقائه العرب وأصدقائه حول العالم لمصلحة النظام الإيراني، لا سيما أنه اعترف مراراً بأن مشروع الولي الفقيه عنده فوق لبنان، وما لبنان إلاّ جزء من هذا المشروع، وهذا يفسر أن جميع الميليشيات الطائفية الموالية لإيران في البلاد التي تعيش فيها تعدّ الحكام فيها دائماً غير شرعيين، والمبرر في ذلك أنهم لم يعينهم الولي الفقيه، وفي المقابل إن الحكام الحائزين على رضا الولي الفقيه يتم الدفاع عنهم باعتبارهم حكاماً شرعيين ومقاومين!
لذلك يتصرف نصرالله اليوم بصفته مرشداً للجمهورية اللبنانية ووليها الفقيه، وباتت السلطات الثلاث رهينة ثقافة الإرهاب والمساومة على آلام اللبنانيين، غير سائل عن رئيس ولا مرؤوس.




http://www.alriyadh.com/1890334]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]