كان بوسعي أن أترك المجال لغيري ليتحدث عن رائدين مؤثرين في منطقة حائل ثقافياً، ورياضياً؛ ذلك أن شهادتي فيهما قد تكون مجروحةً كما يقال؛ بوصفهما من الأعمام الأعزاء، ولكن نظراً لحدثين مهمين، الأول: علمي ثقافي خاص (مشروع بحثي في الجامعة)، والثاني: رياضي عام (تنافس فريقَي الجبلين والطائي على بطاقة الصعود إلى دوري المحترفين)؛ رأيت أن أكتبَ عن هذين الرائدين، بصفتي العلمية، والثقافية، وبميولي الفنية، وهواياتي الرياضية، بعيداً عن صلات القربى الحميمة التي تربطني بالعَمَّين الفاضلين: العم عبدالله بن تركي البكر، والعم عبدالله بن سعود البكر، اللَّذين تشابها في الاسم، والعائلة، والريادة، وربما في العمر، أمدّ الله بعمريهما على الطاعة، والسعادة، والصحة، والعافية.
ولأكون محايداً ومنصفاً فإنني سأسوق ما كتبه الآخرون عنهما، فأما العم عبدالله بن تركي البكر فقد كتب عنه الأستاذ والمثقف محمد بن عبدالرزاق القشعمي ضمن اهتماماته بالسير ذاتية للشخصيات السعودية، فكان مما ذكره عنه قوله: «كنت على معرفة سابقة به بحكم عملي السابق بحائل، وكان ذا مكانة مرموقة بين الرجال والمسؤولين، فهو يقدم في المناسبات العامة؛ ليتحدث باسمهم، ويعتلي المنابر مرحباً بزيارات المسؤولين للمنطقة، وعلى رأسهم الملوك، والأمراء؛ لما يمتاز به من قوة بيان، وبلاغة، وحسن منطق، وثقة بالنفس».
كما ذكر القشعمي في سيرته المختصرة التي نُشرت في إحدى الصحف السعودية أنه كتب في المجلات والجرائد موضوعات، وفي مناسبات مختلفة، كما أّلف كتاب (إطلالة على المجتمع)، بعد إلحاحٍ من مدير عام التعليم، ورئيس النادي الأدبي بحائل سابقاً الدكتور رشيد العمرو، وقد حظي العم عبدالله بالتكريم من بعض الجهات الرسمية، والثقافية، كإمارة منطقة حائل، وجامعة حائل، وغيرها، وكان آخر تكريم ناله زيارة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن مقرن، نائب أمير منطقة حائل له في منزله قبل عامين.
أما العم عبدالله بن سعود البكر فقد التقاه الزميل الإعلامي بصحيفة «الرياض» الأستاذ ياسر النازح، العام المنصرم، وأجرى معه حواراً ثريّاً، فذكر أنه يجمع في قلبه محبة لناديي حائل «الجبلين والطائي»، من دون تفريق بينهما، بوصفه أحد رواد العمل الرياضي في المنطقة، وممن ساهم في تأسيس الرياضة بوجه عام، وكرة القدم بوجه خاص، إذ كان لاعباً، ومؤسساً، ورئيساً، وقد حظي بالتكريم من قبل الرئيس العام لرعاية الشباب عام (1426هـ)؛ كونه من رواد الحركة الرياضية السعودية، كما كُرِّم - كذلك - من قبل إمارة منطقة حائل، وكان رمزاً لناديين متنافسين في آنٍ واحد، وهذا من القليل حدوثه في الأوساط الرياضية.
على أن في حائل من الرموز الثقافية، والرياضية التي خدمت المنطقة، وخدمت وطننا المعطاء، ما لا يسعهم مقال، غير أنني رأيتُ الحديث عن هاتين الشخصيتين تحديداً؛ لمناسبتين: ثقافية، ورياضية، كما أسلفت؛ ولأنهما شخصيتان مغمورتان، يمكن الإفادة من خبرتهما في الشأن الثقافي، أو الرياضي، وخاصة أن في جعبتيهما المزيد من التفاصيل، والذكريات، والحكايات، والكتابات، وغير ذلك، مما يشجع على الاهتمام والاحتفاء بهما، والاعتناء بتاريخهما، ورصد تجربتهما، وما أنجزاه في خدمة هذا الوطن العظيم.




http://www.alriyadh.com/1890377]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]