في النصر النادي الذي أحبه ويسري عشقه في شرايين قلبي ما إن تنتهي مرحلة إلا وتأتي مرحلة أخرى لا تختلف عن سابقتها في شيء إلا في المسميات فقط!
مراحل النصر في عقده الأخير متعددة ومتنوعة في المسميات وفي الزمان، ونسخة طبقة الأصل في المضمون والمحتوى!
ما أعنيه هنا بهذه المراحل هو كل ما يحيط بالنصر منذُ عقد من الزمن، من جمهور وإعلام تغلب عليه عاطفته أكثر من عقله، مما تسبب في قتل انطلاقة هذا النصر لأكثر من مرة «ومن الحب كما يقول المثل ما قتل»!
ما إن تحضر إدارة للنصر وتبدأ في عملها الإداري والفني إلا وتجد هذا الجمهور وذاك الإعلام «إلا ما رحم ربي» منصبًا نفسه كوصي ومستشار ومفاوض ومتحدث عن النادي ومجلس إدارة كما حدث مع تلك الإدارة التي قبله!
هذه النوعية من جمهور وإعلام النادي ومن لّف لفهم حتى وإن كان ما يقومون به من منطلق محبة وعشق إلا أنه في ختام الأمر نفق نهايته الاختلاف ونشر أسرار النادي، ومن ثم الاحتقان والتقسيم في مشهد أصبح مألوفا ومعتادا عليه في هذا النادي الكبير!
هذه الأجواء الإعلامية والجماهيرية المضطربة وغير المستقرة والمندفعة في عواطفها ومشاعرها لا تصنع بيئة جيدة وجاذبة لأي إدارة تبحث عن الهدوء والعمل بسرية بعيدًا عن صخب الجمهور ومماحكات الإعلام بل لا أبالغ إذا قلت بأن مثل هذه النوعية هي أحد أسباب نكسات النصر التي ما أن يفيق منها ما يلبث أن يعود لها سريعًا.
اليوم النصر بمجلس إدارته وبعضو شرفه الداعم في حالة استفاقة كبيرة، ويخطط بشكل جيد للمستقبل، ويجري العديد من الصفقات الضخمة بهدف تقوية الفريق، ولا خوف عليه خلال المرحلة المقبلة إلا من تلك النوعية التي ذكرناها أعلاه والتي بدأت فعليًا في الاستحواذ على المشهد النصراوي وبشكل متكرر ومعتاد عما كان عليه في السابق، فالعمل الدؤوب والصفقات الكبرى التي قامت بها الإدارة النصراوية بقيادة الأنيق مسلي المعمر خلال الأيام الماضية كصفقة الجناح البرازيلي (Anderson Souza Conceição) والهداف الكاميروني (Vincent Aboubakar)، وما تبعها من مخالصات مع الكثير من اللاعبين الذين لم يستفد منهم النادي خلال المواسم السابقة بالشكل المتوقع لم تستطع أن تنسيَ تلك الفئة عادتهم المعتادة، فتباشير المرحلة الجديدة بدأت مبكرًا مع الإدارة الحالية!
فنغمة «نصر مسلي» بدأ ترديدها مبكرًا كما كان يُردد سابقًا نصر كحيلان، ونصر الشامخ، ونصر المالك، ألقاب يتم البدء بها من تلك الفئة بقصد الثناء ثم يبدأ بعدها تقسيم المشهد النصراوي في مرحلة مكررة للمراحل السابقة «محتوى ومضمونًا» لصناعة تيارين متضادين كما يحصل الآن حول مدرب الفريق البرازيلي مانو مينيز الذي لم يكمل حتى الآن مع الفريق (100) يومًا، ومع ذلك تجد من يطالب بتغييره والبحث عن بديل له لا لسبب واضح بل لأهواء أصبحت مكشوفة لمن يعرف البيت الأصفر حق المعرفة!
فاصلة:
الغريب أن تلك الفئة التي تحيط بالنصر وعلى اختلاف إداراته، لم تجد من يكبح جماحها أو يخلص النصر من نفوذها! بل إنها في كل مرحلة إدارية أعدادها في ازدياد، ونطاقها في توسع، في مشهد غريب لا يحدث إلا في النصر.




http://www.alriyadh.com/1890401]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]