‎‎‎‎‎‎‎‎توقفت الأسبوع الماضي عند خبرين: الأول حول شراء موقف سيارة في هونغ كونغ لا تزيد مساحته على 12,5 متراً مربعاً بمبلغ قياسي قدره 1,3 مليون دولار، أما الخبر الثاني فهو الاتفاق الذي توصل له وزراء مالية مجموعة السبع الكبار بفرض ضريبة تاريخية على شركات التكنولوجيا العالمية، والذي بموجبه ستحصل الدول على حق فرض ضريبة على كبرى الشركات متعددة الجنسية التي تجني أرباحاً طائلة في هذه الدول، خصوصاً الشركات الرقمية العملاقة الأكثر ربحاً والأقل استثماراً في هذه الدول. وهذه الضريبة ستبدأ من 15 % وتتصاعد.
فهذان الخبران مرتبطان مع بعضهما البعض. ففي هونغ كونغ التي سمح ثري لنفسه بشراء موقع مميز لسيارته بمبلغ ضخم، هناك العديد من سكان هذه الجزيرة الذين لا تسمح لهم مداخيلهم التي يحصلون عليها، حتى من شراء مسكن متواضع. والحديث يدور هنا ليس عن العمال البسطاء، وإنما عن أصحاب المؤهلات. فالكثيرون من هؤلاء يكافحون إما لدفع تكاليف شققهم الصغيرة المرتفعة الإيجار، والتي غالباً ما تكون أصغر من موقف السيارات الذي اشتراه ذلك المُوسِر، أو من أجل شراء شقة للسكن مساحتها لا تتعدى 60 متراً مربعاً. فامتلاك مثل هذه الشقة الصغيرة يتطلب العمل 22 عاماً تقريباً، بدلاً من 12 عاماً قبل 10 أعوام؛ لأن الأسعار ترتفع أكثر من ارتفاع الأجور. وسكان هونغ كونغ ليسوا الوحيدين، في هذا العالم، الذين يعانون من هذا التفاوت الكبير في المداخيل.
ولذلك، فإن قرار وزراء مالية الدول السبع الكبار، من شأنه أن يوازن بعض الشيء بين المداخيل الضخمة التي تحصل عليها الشركات والمداخيل المنخفضة للعاملين في البلدان التي تعمل بها تلك الشركات، وما أكثرها. فالاستقطاب في المجتمعات نتيجة تباين القدرات المالية، كما هو الحال في هونغ كونغ من شأنه أن يؤدي إلى انقسام المجتمع وارتفاع التوتر بين أفراده. وهذا أمر عواقبه وخيمة، قد تطال الأمن والاستقرار.
إذ ليس مصادفة، أن تهتم البلدان بتطوير بل ورعاية، وفي بعض الأحيان فرض المسؤولية الاجتماعية على الشركات. فأصحاب المداخيل المرتفعة، حتى تدوم النعمة عليهم، يفترض أن يستثمروا ليس فقط في تحسين بيئة العمل في شركاتهم، وإنما أيضاً في تطوير البيئة المحيطة بهم، وكذلك توظيف رؤوس أموالهم في مشاريع البنية التحتية الاجتماعية (مثل بناء المدارس والمستشفيات). الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الأرباح التي يحصلون عليها من جهة وارتفاع التوظيف في الاقتصاد وانخفاض البطالة والأمية وتحسن الحالة الصحية للسكان. كما أن النشاط الخيري هو أيضاً أمر مرغوب فيه، خصوصاً أن هذا النشاط لا يخضع للضرائب.




http://www.alriyadh.com/1890364]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]