"التأهيب" في علم النفس الاجتماعي هو تأثير عوامل على العقل الباطن من دون شعور، ولكن يظهر تأثيرها على العقل الواعي، فمثلاً عندما توشك أن تبدأ حصة تمارين رياضية وتشاهد صورا أو مقاطع لنخبة من أفضل الرياضيين فإن هذا يمكن أن يحسن أداءك، فقد "تأهب" عقلك.
لكن درس العلماء تأثير المال ورأوا أثره السلبي في تأهيب الناس، كما أتى في كتاب "التفكير البطيء والسريع" للعالم النفسي دانيل كانمان، فمما علِمناه في زمننا أن التجارب أظهرت أن التجهيز بالمال يجعل الشخص أسوأ طباعاً، ومن ذلك تجربة كان على المتطوعين فيها أن يشكّلوا جُملاً من كلمات عشوائية وكان في الكلمات أشياء متعلقة بالمال، ووضعوا جملا مثل: راتب عالٍ، تجهيزات أخرى كانت أقل وضوحا مثل أناس يكون في غرفتهم أموال مونوبولي أو شاشة توقُّف على هيئة علامات دولار، والنتيجة أنهم صاروا أكثر أنانية: صاروا أقل رغبة في مساعدة طالِبٍ تظاهر بالحيرة نحو فهم المسألة، طالب آخر تظاهر أنه أسقط أقلاما بالخطأ وكان المؤهّبين بالمال أقل مساعدة له من غيرهم، في تجربة أخرى قال الباحث للمتطوعين إنه سيعرّفهم على شخص وأن المتطوع سيجلس معه ليحادثه ويتعرف عليه، فأما الذين تأثروا وتأهبوا بصور المال فاختاروا أن يجلسوا مسافة أبعد! أهل المال - عموماً - كانوا أقل رغبة في الاختلاط بالناس أو الاعتماد عليهم أو قبول طلباتهم.
من خلاصة ما نشره الباحثون بعد تلك التجارب أن العيش في المجتمع الذي دائماً يجهزك بالمال يشكل نفسية وتصرفات الناس بطريقة غير مرغوبة، هناك مجتمعات تشكر أبناءها دائما بالاحترام كالمجمعات الشرقية، وهذا ينعكس لا شعوريا على تصرفات الناس فيصبحوا أكثر تعاوناً ولطفاً مع الناس، أما مجتمعات المال فتتجه عكس ذلك.
هذه التجارب أظهرت أنه من الأفضل أن نكون أكثر حذراً في تعاملنا مع المال، ويستحسن ألا يكون المال أو صور المال منتشرة في المنزل أو العمل أو الأماكن العامة لأنه يؤثّر جبراً علينا من دون أن نشعر ويجعلنا أسوأ طباعاً.




http://www.alriyadh.com/1890413]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]