تمر وزارة التعليم بحراك تطويري شامل وغير مسبوق. فلم يقتصر هذا التطوير على المناهج التعليمية، بل شمل المعلم والطالب والبيئة التعليمية. وقد تميز هذا الحراك التطويري بوضوح منطلقاته وأهدافه المتوقعة، وهي نقطة مهمة من نقاط نجاح هذا المشروع الوطني التطويري. فالمشاريع التي تبنى على رؤية واضحة هي القادرة على الاستمرار والنجاح. ويحسب لوزارة التعليم تمكين جميع الأطراف المعنية بهذا الحراك التطويري من المشاركة فيه ما جعل الجميع يشعر بكونه جزءاً من هذا المشروع، وهو ما يسمى في علم التخطيط الاستراتيجي "خلق رؤية عامة مشتركة". ومن جوانب هذه الرؤية المشتركة لقاءات معالي وزير التعليم مع الأكاديميين، والتربويين، والمجتمع التعليمي، ليعقب ذلك لقاءاته مع الإعلاميين. ولي وقفة مع لقاء معاليه الأخير مع الإعلاميين وكتاب الرأي، والذي عقد يوم الاثنين الموافق 27 / 10 /1442هـ. حيث طُرحت استراتيجية الوزارة التطويرية بكل وضوح. تنطلق هذه الاستراتيجية من عدة منطلقات يأتي على رأسها توجيهات ولاة الأمر - حفظهم الله - كما أشار إلى ذلك معالي الوزير. فالمملكة العربية السعودية تمر بمرحلة "هندسة" على الصعد كافة متمثلة في رؤية المملكة 2030، ومن جوانب هذه الهندسة الوطنية يأتي تطوير التعليم. كما أن الوزارة عن طريق دراساتها المتخصصة ومقارنتها المرجعية ومؤشرات الاختبارات الدولية لاحظت تأخر ترتيب المملكة، وهو أمر لا يتناسب مع مكانة المملكة ولا حجم الإنفاق على التعليم. ناهيك عما يمر به العالم من تطورات غير مسبوقة تجاوزت حدود الجغرافيا، وجعلت من العالم قرية كونية صغيرة، ما يعني ضرورة قيام الأنظمة التعليمية العالمية بتأهيل طلابها للمنافسة العالمية (مهارات القرن الواحد والعشرين) والاندماج الإنساني العالمي (المواطنة العالمية). لكل ذلك جاء تقسيم العام الدراسي إلى ثلاثة فصول دراسية، وتم إدخال تعليم اللغة الإنجليزية من الصف الأول الابتدائي، وتم طرح مواد جديدة كالتفكير الناقد، وتم تطوير بعض المواد مثل التربية البدنية والدفاع عن النفس. لقد كان معالي الوزير يتحدث بكل ثقة عن استراتيجية الوزارة التطويرية مبيناً أن هذا المشروع مشروع وطن. وأن هذا التطوير مستمر، وما تم حتى الآن ما هو إلا المرحلة الأولى. ومما ذكر معاليه:
ما يتم من تطوير هو تنفيذ لتوجيهات ولاة الأمر - حفظهم الله -.
المملكة تستحق مكانة تعليمية لائقة بها وبتطلعات الملك وولي عهده - حفظهما الله -. ما تم من تطوير حتى الآن هو المرحلة الأولى.
ما نقوم به من تطوير في المناهج لابد أن يصاحبه تطوير للمعلم.
نظام الثلاثة فصول وسيلة لعملية التطوير في المناهج والخطط الدراسية، في وقت مضى كان العام الدراسي سنة واحدة، وفي بعضها كان أربعة فصول. الفاقد التعليمي أحد أسباب العمل على تطوير التعليم. التعليم الإلكتروني عبر منصة مدرستي كان إنجازاً كبيراً للمملكة، وسيستمر هذا النمط من التعليم في المستقبل.
لابد من تحصين أفكار الطلبة ضد ما يهدد أمنهم الفكري وانتماءهم الوطني. نريد طالباً محباً لدينه ووطنه وقادته ومقدراً للحضارة الإنسانية. سيكون عندنا قناة خاصة بالأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة. أسسنا الروضة الافتراضية.
من القيم المستهدفة تعزيز القيم الإسلامية الوسطية والولاء والانتماء.




http://www.alriyadh.com/1890637]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]