خطوة رائدة ومهمة، وفعل ثقافي خليق بالتقدير، ذلك الذي قامت به مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، والذي تمثّل في ترجمة كتب الرحّالة والمستشرقين الذين زاروا شبه الجزيرة العربية والمملكة عبر أطوارها التاريخية المختلفة.
وتأتي أهمية تلك الترجمات في أنها تلعب دوراً ثقافياً مهماً في تصحيح الصورة الذهنية المغلوطة عن بلادنا، سيما أننا في عالمنا العربي والإسلامي عموماً عانينا كثيراً من الاستعداء البغيض من الآخر الغربي؛ وتلك النظرة المشمئزّة والمشوّهة لكل ما هو عربي، نظرة مصحوبة بالتضئيل والتبخيس والازدراء، وقد تكشّفت تلكم العداوة والتربّص والأطماع في مواقفهم وكتابات مفكريهم وفلاسفتهم، وهي عدوى تتناقل عبر الزمن. هذا على المستوى العالمي، وهناك أيضاً مناكفات لا تقل حقداً وافتئاتاً علينا وعلى بلادنا، تحمل ذات المشاعر الكارهة والغامطة لِحقّنا والحاسدة لنا على ما حبانا الله إياه من خير وفير أينع حضارة ونماءً وتطوّراً في شتى المجالات.
كل هذه الجهود المبذولة من قبل مؤسساتنا على اختلاف مواقعها؛ لتقديم الصورة الصحيحة عنّا لا شك أنها مهمة ومطلوب تكريسها بشكل مدروس وواقعي لمحو الصورة الذهنية المغلوطة عن بلادنا التي تجاوزت الجميع حضوراً وعطاءً وبناء للمكان والإنسان.
ومن هنا فإنّ جهود الغربيين المنصفين في رصد انطباعاتهم ومشاهداتهم التي سطروها خلال زيارتهم أو عيشهم في بلادنا وفي الجزيرة العربية عموماً؛ تشكّل رافداً مهماً يُجلي الصورة الحقيقية عن أرضنا وإنسانها وما يتمتعان به من قيم وإرث حضاري وقيمة وفكر إنساني تضعهما في مكانهما الحقيقي في سلّم الرّقيّ والتحضّر اللذين يحاول المتربصون والحاقدون أن يبعدوننا عنهما.
إن خطوة مكتبة المؤسس - طيب الله ثراه - في ترجمات كتب الرحالة الغربيين والمستشرقين الذين جابوا شبه الجزيرة العربية خلال بدايات تأسيس الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود، حتى تأسيس المملكة العربية السعودية على يد الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود في 23 سبتمبر 1932م، خليقة بالتقدير والاحتذاء، سيما أن التاريخ هو الوعاء الأمثل لحفظ موروثنا وقيم وأخلاق إنساننا بصلابته وإيمانه وتلاحمه النسيجي المتفرّد مع قيادته.




http://www.alriyadh.com/1890710]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]