تعتبر الخصخصة في التعليم أحد أهم أشكال الخصخصة التي تعتمد عليها الدول بهدف الارتقاء بمستوى التعليم وتطوير أساليبه وآلياته ورفع قدرات العاملين به من أجل تخريج أجيال جديدة قادرة على إحداث النهضة والتنمية في كافة القطاعات والمجالات المختلفة، وتتجه الكثير من الدول إلى الخصخصة بهدف تطوير القطاعات بها، وذلك من خلال تحويل ملكية بعض المؤسسات والشركات والمرافق بها لصالح القطاع الخاص لكي يتولى إداراتها والقيام بعمليات التطوير بها ورفع كفاءتها لخدمة مصالح المجتمع، وتقديم مستوى خدمي متطور، ما ينعكس على الإنتاجية ويساعد في تحقيق النجاح والتقدم ويزيد من معدلات الأرباح.
تطبيق نظام الخصخصة في أي بلد أو قطاع يصاحبه حالة من التوجس والخوف ناتجة من عدم الفهم الدقيق لحيثياته وأهميته وإجراءاته وفوائده؛ حيث يعتقد الكثير أن الخصخصة مصحوبة بتضييق مالي على العاملين والمستهلكين، أو نذير بأن تتخلى الحكومة عن تقديم الكثير من الخدمات التي يتلقاها المواطنون مجانًا، ليحل محلها خدمات تقدم من قبل القطاع الخاص بمقابل نقدي.
إن إعلان الخصخصة في كل دولة وقطاع يصاحبه في العادة حملة لإشاعة الفزع ونشر الشائعات المروعة والمبالغ فيها في الكثير من مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تستثمر التساؤلات المشروعة عن ماهية وجدوى مشروع الخصخصة في إثارة الرعب من نتائجه وتأثيره على أفراد المجتمع، والقارئ المنصف سيجد أغلب ما يبث فيها يعتمد على الظنون ووكالة "يقولون" وليس بناء على تحليل دقيق لطبيعة المشروع الفعلي.
كل هذا يؤكد على أهمية أن تبادر الجهات المسؤولة عن خصخصة القطاع التعليمي إلى طمأنة العاملين، ونشر تفاصيل تفصيلية عن المشروع ومبادئه وقوانينه وفوائده ومميزاته، وذلك لأن قضية الخصخصة ليست هي ما يخاف منه المعلمون، من حيث المبدأ أو على وجه التنظيم، بل يخاف المعلم من المخاطرة وألا تدار العملية التعليمية بكفاءة وفاعلية، وألا يحقق المشروع أهدافه؛ لذا إذا أرادت الوزارة النجاح في مشروع الخصخصة عليها أن تجد نقطة تواصل مع المعلمين، من خلال رسائل مباشرة أو من خلال الأنظمة الإلكترونية المتوفرة لتنقل لكل معلم شرحًا مفصلًا عن المشروع وعن كل مبادرة يخشى منها المعلم على وضعه الوظيفي، لأن الخصخصة معناها أن تكون شريكًا وأنت ضمن شبكة مترابطة متكاتفة يجب أن يحرص الجميع على ثبات كل جزء منها.
لقد أثبت المعلم والمعلمة السعوديان خلال رحلة التعليم في السعودية أنهما بناة الوطن، وهما فرس الرهان في تحقيق كافة الخطط، وهما مصنع الموارد البشرية الحقيقي، والكل يعلم أن الخصخصة لقطاع التعليم تهدف إلى رفع مستوى الكفاءة التعليمية، وذلك من خلالها يتم تخفيف العبء على الموازنة العامة، ومن خلالها أيضاً تتوسع القاعدة الخاصة بالملكية للمؤسسات التعليمية، ما سيرفع حدة المنافسة على الجودة ويرفع درجات الرقابة على ما يقدم من خدمات، وكل هذا المستفيد الأول منه هو المعلم والطالب والأسرة والمواطن والمجتمع والوطن بشكل عام.
http://www.alriyadh.com/1891541]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]