قد تندهش، عزيز القارئ، لما ستقرؤه في هذه السطور ولكنها الحقيقة كما يعبر عنها بعض الصينيين أنفسهم. تعاني الصين وفق ما ذكرته وزارة التعليم الصينية من "أزمة ذكورة" حيث أصبح الجيل الجديد أكثر نعومة وخجلاً وحساسية. وهذا لا يتفق مع مفهوم "الذكورة" عند الصينيين. ففي التصور الصيني يكون الذكر قوي البنية، جريئاً، ومحارباً. بل ولا تتفق هذه الحقيقة مع الصورة العالمية للصين الدولة التي تتمتع بنفوذ اقتصادي عالمي كبير، وقوة عسكرية جبارة مما جعل العالم ينظر إليها على أنها مصدر للقوة والثقة في العالم. في الصين وهي الدولة التي يزيد عدد الذكور عن الإناث فيها بقرابة 70 مليون نسمة يتمتع الأولاد الذكور بما يراه الصينيون "حماية مفرطة"، ويعانون من انفصال عن الواقع الاجتماعي عن طريق إدمان وسائل التواصل الاجتماعي والألعاب الالكترونية مما أفقد الأطفال الذكور النمو الطبيعي وفق هويتهم الجنسية. وهذا الوضع كما يراه بعض المفكرين الصينيين تهديد للأمن القومي. ولمواجهة هذا الوضع نشرت وزارة التعليم الصينية خططها المستقبلية "لتنمية الذكورة" لدى الطلاب من رياض الأطفال وحتى المرحلة الثانوية. وتتضمن المبادرة توظيف وتدريب المزيد من معلمي الصالات الرياضية، واختبار الطلاب بشكل أكثر شمولية في التربية البدنية، وجعل التثقيف الصحي إلزامياً، ودعم البحث في قضايا مثل "تأثير ظاهرة مشاهير الإنترنت على قيم المراهقين". وفي هذا الصدد صدر كتاب مدرسي جديد يهدف إلى تعليم الأولاد كيف يكونون "ذكوراً". حيث نشرت دار شنغهاي للنشر التعليمي هذا الكتاب المصور بألوان زاهية لأول مرة في ديسمبر 2016 وتمت الموافقة عليه لصفوف الصفين الرابع والخامس في جميع أنحاء البلاد، بعد فترة تجريبية في مدارس مختارة. ويغطي الكتاب، الذي يطلق عليه اسم "الذكور الصغار"، الاختلافات بين الفتيان والفتيات، وأهمية العلاقة بين الأب وابنه، فضلاً عن أهمية التفاعل مع الطبيعة وإدارة الأموال. لا تقوم الدول على أكتاف جنس بشري دون الآخر، بل تبنى بتكاتف الرجال والنساء واضطلاع كل إنسان بالدور المنوط به. ويبقى لكل دولة رصد الظواهر التي تراها مقلقة، ومعالجتها بالطريقة المناسبة لها.




http://www.alriyadh.com/1891944]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]