أكاد أجزم أن كثيراً من تحدياتنا اليومية، وعدم قدرتنا على الوصول إلى الحلول المرضية مع الأطراف الأخرى سببها اتصالي بحت!
حينما نتواصل كأفراد فنحن نقوم بتحويل أو نقل الأفكار والمعلومات عبر وسيلة اتصال محددة لتحقيق أهداف متوقعة، كما يحدث بين الزوج وزوجته أو بين الرئيس ومرؤوسيه، والأهم مع أشخاصٍ لا نعرفهم ولأول مرة نتواصل معهم، لكننا للأسف لا نعطي التواصل حقه من التخطيط والاحتراف، ونراه كما لو كان مكملاً لأي عمل، بينما قد يكون جوهرة تاج أي عمل، والسبب الأساسي لنجاحه، بالذات إذا كانت النتيجة المتوقعة عملاً أو مشروعاً معقداً، والأسوأ من ذلك حينما نرسل للآخرين من حولنا رسائل غير لفظية غير مناسبة، رغم أن لها أثراً كبيراً في قبول التواصل وتحقيق أهدافه.
لن أغوص في نظريات التواصل وتنظير الآليات، لكنني سوف أتناول بعض التجارب والممارسات التي ثبت أثرها في نجاح تواصلنا مع الأشخاص، بالذات البداية الاتصالية المناسبة، فحينما تتواصل عن بعد مع شخصٍ لا تعرفه من المستحسن أن يبدأ تواصلك بطريقة مهذبة قبل الاتصال الهاتفي، عبر رسالة نصية أو حتى عبر برامج التواصل، تبدأها بالتحية ثم التعريف بنفسك، ثم طريقة حصولك على وسيلة الاتصال به، ثم الموضوع الذي ترغب التواصل بشأنه، وطلب تحديد الموعد المناسب للتواصل.
البداية بهذا الأسلوب ينبئ عن احترافية واحترام للخصوصية، ويعزز من فرص نجاح الغرض الذي تأمله، بدلاً عن البدايات المفاجئة أو ردات الفعل غير المتوقعة، ناهيك عن التجاهل الذي قد يحدث نظراً لكونك مجهولاً لدى الطرف الآخر، ولعلي لا أذيع سراً بالتأكيد أن هذه الأسلوب يحقق نتائج أعظم بكثير مما تتوقع.
من المهم التأكد من أن الشخص الذي ترغب التواصل معه هو المعني والمناسب، يأتي بعد ذلك الاجتهاد في إيصال الرسالة بشكل واضح ودقيق، والذي يبدأ بالتخطيط للتواصل والتحضير المسبق للمحتوى، أي أن تكتب بوضوح ما لديك وما ترغب إيصاله وما تتوقعه من الطرف الآخر، ثم الوضوح في المعلومات واختيار المفردات المتفق عليها ضمن السياق الاجتماعي المقبول، وتحديد سقف التوقعات من الطرفين، ومعرفة الخطوة المقبلة وتوقيتها، والطرق المناسبة للتواصل المستقبلي، حتى تكتمل أركان العملية الاتصال بين المرسل والمستقبل.
للأسف كثيراً ما يفشل تواصلنا لأننا لا نكون متأكدين من النتيجة المتوقعة لهذا التواصل، فيمسي مجرد تواصل لفظي أو غير لفظي لكن من دون نتيجة على أرض الواقع، ومن نافلة القول إن تواصلاً كهذا قد يجر عواقب غير مأمولة في المستقبل.
من المهم أن نضع التواصل ووسائله نصب أعيننا، وبالذات خلال تواصلنا الشخصي مع الأفراد، وأن يكون الأساس الذي يعتمد عليه نجاح علاقتنا مع الأشخاص الآخرين، حتى لا نختصر الوقت والجهد فقط؛، بل نقتنص أقصى منفعة متبادلة.




http://www.alriyadh.com/1894367]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]