لطالما ناديت منذ سنوات عبر هذه الزاوية، وغيري كثيرون اتحادَ كرة القدم بالعمل على إعداد قانون اللعب المالي النظيف لكبح جماح الهدر المالي ووقف تضخم فواتير المديونيات التي انعكست بالسلب على سمعة ومكانة الكرة السعودية لسنوات طويلة قبل التدخل التاريخي لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حينما تصدى لهذا الملف وأنقذ ثلاثة على الأقل من أكبر الأندية السعودية من عقوبات دولية حتمية.
لا يبدو أن كل الإجراءات والقرارات واللوائح والأنظمة التي فرضتها وزارة الرياضة قادرة على إنهاء هذه المعضلة بشكل نهائي، إذ لا زلنا نرى بين وقت وآخر ارتفاع فاتورة الديون في بعض الأندية، ولعل آخر الأمثلة ظهور فاتورة بأكثر من 600 مليون تمثل ديون 13 نادياً من أندية دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين حتى نهاية أبريل الفائت.
وبالنظر لقائمة المديونيات التي أصدرتها وزارة الرياضة نجد أن الاتحاد والنصر يتصدران القائمة بأكثر من ربع مليار ريال تشكل 44 في المئة من إجمالي ديون فرق الدوري، وفي الوقت ذاته يعقد الفريقان صفقات مليونية ضخمة في سوق الانتقالات.
اللافت والمثير للاستغراب أنه في حالة الاتحاد، نجد أن لجنة الانضباط تهدد النادي بفرض عقوبات تصل لحسم النقاط في حال لم يتم سداد مديونيات لا تشكل شيئاً مقابل قيمة التعاقد مع البرازيلي الموهوب إيغور كورنادو في وقت يكافح النادي من أجل الإيفاء بمديونيات تزيد على الـ140 مليون ريال، في حين يعقد النصر أيضاً صفقات مليونية كبيرة وهو المُطالب بسداد أكثر من 135 مليون ريال.
سيكون من المنطقي أن مسؤولي الفيصلي أو الفتح أو أبها يطالبون بتطبيق قانون اللعب المالي النظيف وهو قانون منصف لهذه الأندية التي سجلت "صفر ديون"، لكن أن يطالب رئيس النصر مسلي آل معمر فهذا مدعاة للتعجب وربما السخرية، حتى وإن كان متكئاً على دعم شرفي كبير من رمز النصر الأمير خالد بن فهد.
ستكون معظم فرق الدوري متضررة لفترة قصيرة من تطبيق هذا القانون، لكن الضرر الأكبر سيكون على الاتحاد والنصر اللذين كانا ولا زالا يتصرفان في سوق الانتقالات وكأنهما منفصلين عن واقعهما المالي، فكيف سيكون وضعهما في حال تم تطبيق القانون، وكيف سيتصرف رئيس النصر لو تم تطبيق القانون اليوم وهو لا يملك الدعم الشرفي وهل سيفكر بإكمال فترته الرئاسية أصلاً؟




http://www.alriyadh.com/1896441]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]