بفضل الله، حققت خطة الحج الصحية لهذا العام نجاحاً فائقاً، بخلو الموسم الحالي من تفشيات كورونا وغيره من الأمراض الوبائية الأخرى، وهو نجاح خليق بالإشادة، والإعجاب، فالمهمة لم تكن سهلة أبداً، ومن يراقب حالة انتشار الإصابات في العالم، يدرك حجم الجهد المبذول، والنتيجة الباهرة التي حققتها المملكة بتوجيهات من القيادة الرشيدة، في توفير أعلى معايير الاحتراز والإجراءات الوقائية في موسم الحج عبر منظومة متكاملة من التدابير والأنظمة، بدأت حتى قبل أن يضع ضيوف الرحمن رحالهم في المشاعر المقدسة.
لإدراك معاني هذا النجاح وأبعاده، لا بأس من تأمل الوضع الصحي في دول شهدت أو تشهد تنظيم فعاليات رياضية وخلافها، حيث واجهت إشكالات مع تفشي حالات الإصابة بكورونا، الأمر الذي أربك المنظومة الصحية في هذه الدول، وأثار انتقادات حول نجاعة تدابيرها الاحترازية، بل وتساؤلات حول ضرورة استضافة هذه الفعاليات بداية، على خلاف المملكة التي حققت نجاعة مذهلة بإدارة عشرات آلاف الحجاج في حيز جغرافي وزمني محدود، وتمكنت بحول الله من الخروج بالركن الخامس دون تسجيل أي إصابة بين الحجاج، ما يثبت إمكانات المملكة الفائقة في مواجهة التحديات والظروف الاستثنائية التي واكبت جائحة كورونا.
قرار المملكة الحكيم باقتصار أداء الحج على ستين ألف حاج من مستكملي اللقاح، فضلاً عن التخطيط الباكر والإجراءات الاحترازية للتعامل مع الوضع الصحي للجائحة خلال موسم حج هذا العام، أسفرا بعد مشيئة الله عن تحقيق (صفر إصابات)، وهو ما يقدم صورة واضحة عن إمكانات هذا البلد المبارك، وقدراته المتنامية، لا سيما فيما يتعلق بواجبه المقدس الذي توليه القيادة الرشيدة اهتماماً استثنائياً، وتضعه في مقدمة مسؤولياتها، تشرفاً بخدمة الحرمين الشريفين، وواجب رعاية ضيوف الرحمن، وهي المهمة التي تمت على أكمل وجه.




http://www.alriyadh.com/1897575]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]