عندما بدأ العمل بالكمبيوتر بشكل جديّ على نطاق عالمي، سمعنا أن المملكة بها جهازان؛ أحدهما في أرامكو والثاني في وزارة المالية، وكان هذا الجهاز بالغ الضخامة والتعقيد؛ بعد ذلك خف وزنه وثمنه؛ فتواجد في بعض الوزارات والشركات والصحف، وكان الفاكس رديفا له وإن جاء بعده بوقت، وشاع عند بداية انتشاره وجود صوت ثعبان يسمع في أرقام هاتفية محددة، ولم تسكت هذه الشائعة إلا عندما علم بوجود هذا الجهاز الذي يصدر صوتا مميزا قبل بث أو التقاط الرسالة! أما الكمبيوتر على نطاق شعبي فقد انطلق في المملكة، عبر جهاز اسمه "صخر" كان يأتي من الكويت؛ وقد خضعتُ لرغبة أبنائي واشتريت لهم نسخة من هذا الجهاز، ولا أدري هل كان له من اسمه نصيب أم لا، فلم أجربه أو أعرف طريقة التعامل به، بعد ذلك وانطلاقا من هذا الولع، تخرج ابني وابنتي من الثانوية، واختارا دخول "كلية الحاسب والمعلومات" بجامعة الملك سعود، وقد درسا وتخرجا من هذه الكلية التي كانت تعتبر من كليات القمة، دون أن يأخذني الفضول لتجربة ذلك الجهاز، كل من في بيتي يجيدون التعامل معه، باستثناء الوالد والوالدة! وكنت في تلك الأيام الخضراء أعمل في وظيفة حكومية في النهار، ووظيفة في الصحافة مساءً، ومع هذه وتلك كنت أكتب بانتظام قصصا قصيرة ومقالات، ومع هذه قلق ووساوس لا يتوقف حتى تستأنف العمل، وكانت الكتابة والقراءة من الأعمال التي تساعدني على إشاعة الهدوء والسلام الداخلي؛ وما كنت أكتبه كنت أذهب به بانتظام إلى مكاتب خدمات الطالب، حتى عندما تحررت من كافة الوظائف، لم أفكر في تعلم الكتابة على هذا الجهاز، ولم أدخله مرغما إلا عندما بدأت في كتابة روايتي الأولى (حافة اليمامة) التي صدرت عن "دار المفردات" لاحقا؛ فقد كان النص طويلا وكل إضافة أو تغيير أو تنقيح كان يتطلب بعد الانتهاء منه إعادة الكتابة، حتى أن المجهود الذي بذلته في الكتابة الأولية كان أضعاف المجهود الذي بذلته بعد ذلك؛ وكما فعلت مع أول سيارة اشتريتها فعلت مع أول جهاز كمبيوتر اقتنيته؛ فقد أحضرته ووضعته في المنزل ثم أخذت معلومات أوليه عنه من أحد الأبناء، وبعد ذلك بدأت العمل عليه بصبر عادل صبري على تعلم قيادة السيارة. دون مدرسة أو دورات، علمت نفسي على القيادتين السيارة والكمبيوتر، وكله في النهاية تعليم يؤدي الغرض، بحيث إنني عند كل أزمة كنت أستعين بأهل الخبرة والهوى لقيادة السيارة والكمبيوتر.
كان الفضل في تسهيل تعاملي مع الكمبيوتر يعود لتعاملي المبكر مع "الفيس بوك وتويتر والواتس آب"، فقد كنت أكتب لقطات أو كلمات قصيرة هنا وهناك، ساعدت في آخر الأمر أن جعلتني أكتب بثقة وبسرعة مقبولة، وإن كانت الكتابة كلها تتم بأصبع واحد، يجعل حالي بجانب محترفي هذا الجهاز مثل حال عاجز اليد بإزاء سليم اليدين وافر الخبرة!




http://www.alriyadh.com/1897605]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]