منذ أزمة سوق الأسهم عام 2006، وحتى الآن، زاد عدد الشركات والصناديق المتداولة أسهمها في السوق ووصل إلى 203 شركات. فخلال الـ15 عاماً الماضية، طرحت 128 شركة وصندوقاً عقارياً - أي 63 % من جميع الشركات والصناديق المتداولة - حصصاً من رأسمالها للتداول (10.5 مليارات سهم)، الأمر الذي مكنها خلال هذه الفترة من جمع 227.28 مليار ريال كمتحصلات اكتتاب.
ولذا، فإن سوق الأسهم لم تعد ضحلة، كما كانت تسمى قبل عام 2006. خصوصاً إذا أخذنا بعين الاعتبار أن التوسع والزيادة لم تتما أفقياً فقط، وإنما عمودياً أيضاً. فهناك 61 شركة من الشركات المدرجة في سوق أسهمنا، قامت برفع رأس مالها مرة واحدة أو أكثر منذ دخولها السوق، الأمر الذي يعني أننا أمام سوق تختلف تماماً عن السوق التي كانت موجودة قبل 15 عاماً، وهذا التوجه سوف يزداد عمقاً، عندما يتم إدراج 68 شركة جديدة في السوق خلال العامين والنصف المقبلين.
ورغم ذلك، فإنه من غير الممكن عدم ملاحظة عدم ارتفاع مؤشر سوق الأسهم بنفس المستوى، فهو يحوم حالياً حول 10000 نقطة. وهذا أمر محير. فسوق الأسهم في 1 أغسطس عام 2005 لم ينخفض عندما انهار، يوم انتقال الملك فهد إلى رحمة ربه، إلى المستوى الذي هو عليه الآن، ما يعني أن مؤشر سوق الأسهم الحالي لا يزال دون المستوى الذي يفترض أن يكون عليه.
وهذا يعود ربما إلى أمرين على الأقل: فهناك المضاربون الذين يناسبهم تدوير رؤوس أموال متوسطة الحجم في المضاربة التي يحصلون من خلالها على أرباح طائلة كل يوم. ولكن الأهم هو الأداء السيئ لبعض الشركات المدرجة في السوق. فهناك 49 شركة من تلك الشركات سعرها الحالي في السوق أقل من سعرها وقت الإدراج. فهذا الأداء السيئ يفترض أن يلفت انتباه سلطات هيئة السوق المالية إليه.
فمثل هذه الشركات يفترض أن لا تحصل على ترخيص بزيادة رأس المال، لأن هذه الزيادة سوف تذهب لدفع رواتب كبار الموظفين الذين قادوا تلك الشركات الفاشلة، وليس لتحسين الأداء، فالأولى أن تجري إعادة هيكلة يتم بموجبها تغيير الطواقم الإدارية الموجودة قبل أن يتم رفع رأس المال.
إن إصلاح الهيكل الإداري للشركات سيئة الأداء ومجيء إداريين أكفاء سوف يعززان مراكزها المالية. وهذا بدوره سوف يؤثر على مؤشر سوق الأسهم ككل، الذي يتوقع له أن يأخذ منحنى تصاعدياً خلال الفترة المقبلة. فسوق الأسهم في بلدنا يتوقع لها أن تتحول إلى أهم سوق في الشرق الأوسط وواحدة من الأسواق المالية المميزة في العالم.




http://www.alriyadh.com/1897764]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]