الثورة الصناعية الرابعة "4IR" هي التسمية التي أطلقها المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا عام 2016م على الحلقة الأخيرة من سلسلة الثورات الصناعية، والتي تتميز بدمج التقنيات التي تطمس الخطوط الفاصلة بين المجالات المادية والرقمية والبيولوجية، والتي تتميز في التكنولوجيا الناشئة في الروبوتات، والذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا النانو، والتكنولوجيا الحيوية، وإنترنت الأشياء، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والمركبات المستقلة، وغيرها.. ويقال إن الثورة الصناعية الثالثة تمثِّل الرقمنة البسيطة، أما الرابعة فتمثِّل الرقمنة الإبداعية.
في السعودية تم تدشين مركز الثورة الصناعية الرابعة بالشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي، وذلك على هامش أعمال المنتدى السعودي الأول للثورة الصناعية الرابعة، الذي تنظمه مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية (كاكست)، ويأتي ذلك ضمن الدعم والتمكين الحكومي الذي تحظى بها منظومة البحث والتطوير والابتكار في المملكة، وحتماً تدشين المركز سيعزز تسخير التقنيات الجديدة التي تحتاج إلى الحكومة وقطاع الأعمال والمجتمع المدني معاً، لتصبح التقنية قوة من أجل الخير وضمان استفادة المجتمع منها، ويركز المركز على مجالات الحوكمة المرنة، الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، المركبات الذاتية والطائرات بدون طيار، تشكيل مستقبل البلوكشين والعملات الرقمية، تشكيل مستقبل إنترنت الأشياء والتطور الحضري.
الحوكمة المرنة تستند على وسائل تمكن الاستفادة تطبيقات من العلوم والتقنية مثل المعايير الصناعية وساند بوكس الرقابية والتنظيم المبني على النتائج، أما تقنيات تعلم الآلة فهي في حالة تطور سريعة مما سيؤدي إلى ظهور حلول لقضايا مهمة للمجتمع، ومع توسع حجم ونطاق قدرات تطبيقات وأنظمة الذكاء الاصطناعي تزيد الحاجة للتعاون المتعدد الأطراف للاستفادة المثلى من معايير حوكمة تعلم الآلة نحو الشفافية، المسؤولية، الخصوصية، والمحايدة. والطائرات بدون طيار ستساهم في زيادة العائد من الحقول الزراعية، وتقلل من الخطر في بعض القطاعات، وتسهل الوصول للمناطق النائية، والمتوقع أن تساهم في تغيير جذري لمواصلات البشر والمنتجات، ولكن السماح بتشغيل ملايين الطائرات بدون طيار يتطلب إدارة فاعلة للمجال الجوي والبنية التحتية وسياسات خصوصية وملكية البيانات.
تقنية سلسلة الكتل (بلوكشين) تسمح بتخزين وإرسال المعلومات بشكل لامركزي وآمن، وقد ثبتت جدارتها كوسيلة للمعلات المالية مثل BitCoin وتتبع الشحنات، وتزيد من فعالية التواصل بين جهات متعددة، وتعزز الثقة، وتقلل من الفساد كما ترفع من دور المستخدم في هذه التعاملات، وحاليا، فقد بدأ استخدام هذه التقنية في عدة قطاعات منها المالية والطاقة والشحن ووسائل الإعلام. وإنترنت الأشياء تختص بارتباط الأجهزة وتواصلها وتبادل البيانات مع بعضها البعض مثل تطبيقات مراقبة استخدام المباني للطاقة، والسيارات التي تتنبأ باحتماليات وقوع حادث وتمنعها.
نحن بحاجة إلى التعاون وتنسيق الجهود في القطاعات العامة والخاصة وغير الربحية وفتح قنوات الحوار لزيادة الوعي حول الثورة الصناعية الرابعة، حيث إنها ظاهرة معقدة، ولا يمكن لأي شريحة تشكيلها بمفردها، لما لها من آثار متوقعة على مستقبل العمل، ولدينا في المملكة قاعدة اقتصادية صلبة للبناء عليها، من خلال الإصلاحات الأخيرة لنموذج الحوكمة وإنشاء كيانات جديدة مثل: الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، وهيئة الأمن السيبراني، وهيئة الحكومة الرقمية، وهيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار.. والمستقبل أجمل.




http://www.alriyadh.com/1899895]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]