رغم تحديات جائحة كورونا التي تتواصل محلياً وعالمياً للعام الثاني على التوالي، إلا أن مسيرة الاقتصاد السعودي تظهر تألقاً "استثنائياً"، يحقق بكل إقدام وثبات، الأهداف المرسومة في رؤية 2030، وهو ما يشير إلى رفض ولاة الأمر أن يكون للجائحة أي تأثير من قريب أو بعيد على خطط الرؤية وتطلعاتها في بناء المملكة الثالثة على أسس قوية.
وتعكس ميزانيات المملكة الربعية المعلنة حجم الانطلاقة الكبرى للاقتصاد الوطني، وما يحققه على أرض الواقع من تقدم ملحوظ في كل المجالات، وجاءت ميزانية الربع الثاني مع العام الميلادي الجاري، لتؤكد نجاح الرؤية في أهدافها العامة، وفي مقدمتها هدف بناء اقتصاد قوي وراسخ، لا يعتمد على دخل النفط، هذا الهدف أثار فضول دول العالم، فحرصت على متابعة برامج المملكة في الاستغناء عن دخل النفط، الذي ظل العمود الفقري في ميزانيات البلاد منذ ظهوره في سبعينات القرن الماضي.
وجاءت أرقام الميزانية حاملة معها نجاح الرؤية، والجدوى منها، فعندما تحقق المملكة خلال الربع الثاني إيرادات بنحو 248 مليار ريال، مقابل مصروفات بنحو 252 مليار ريال، بعجز يصل إلى 4.6 مليارات ريال فقط رغم ما يعانيه كوكب الأرض من الجائحة وتداعياتها المدمرة، فهذا يشير إلى قوة الاقتصاد السعودي، وقدرته على امتصاص الصدمات والتعامل الجيد مع الأزمات.
قوة اقتصاد المملكة تجلى مرة أخرى في نمو الإيرادات العامة للنصف الأول من العام الجاري، ووصولها إلى نحو 452 مليار ريال، بارتفاع نسبته نحو 39 في المئة، مقارنة بالنصف الأول من العام الماضي، إلا أن ما يبعث على الاطمئنان حقاً بشأن مستقبل هذه البلاد، أن نحو 45 في المئة من هذه الإيرادات جاءت من قطاعات بعيدة عن دخل النفط، وهذا ما وعدت به الرؤية باستحداث قطاعات اقتصادية لم تنل الاهتمام الكافي في وقت سابق، مثل الترفيه والسياحة والصناعة والتقنية.
وسط هذا النجاح، لا يمكن تجاهل التحول الرقمي المذهل في المملكة منذ ظهور الجائحة، وقدرته على تسيير الأعمال بكفاءة عالية من على بُعد، هذه الكفاءة تعكسها أرقام الميزانية التي تقفز "إيجابياً" عاماً بعد آخر، الأمر الذي يجعل من تعامل المملكة مع الجائحة والمواطن والمقيم والاقتصاد الوطني، تجربة ناجحة، تستحق التدويل لمن أراد أن يستفيد.




http://www.alriyadh.com/1900908]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]