برغبة صادقة، ومبدأ راسخ لا يتغير، تُقبل المملكة على الوقوف بجانب الدول الشقيقة والصديقة في أوقات الأزمات والمحن، وتُبادر بتقديم كل أنواع العون والمساعدة لها، حتى تتجاوز ظروفها بسلام تام، وتسترد أنفاسها، هذا المبدأ لطالما تمسكت به حكومة هذه البلاد، وجعلته أساساً يميز علاقاتها الخارجية بدول العالم، بيد أن هذا المبدأ تبلور أكثر، واتخذ مساراً مؤسسياً مُستداماً في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، عندما وجه بتأسيس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ووجه بدعمه بالاحتياجات الفنية والمالية والخبرات اللازمة، ليكون عنواناً للخير السعودي الذي يعم العالم بكل كرم وسخاء، شهد به العدو قبل الصديق.
ومع ظهور جائحة كورونا على كوكب الأرض قبل نحو عامين، وانتشار الوباء بشكل سريع ومقلق في الأوساط الاجتماعية الدولية، بادر المركز للقيام ببرامجه ومشروعاته في مساندة الدول المتضررة، ولعل آخرها توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز المركز بدعم دولة تونس الشقيقة بشكل عاجل، ومدها بالأكسجين الطبي ومستلزماته؛ للمساهمة في تلبية احتياجات القطاع الصحي هناك بما يساعد في تجاوز آثار الجائحة.
عطاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لا حدود له، فهو يعمل دون كلل أو ملل، وفق آلية عمل متجددة، أوصلت مساعدات بقيمة 4.4 مليارات دولار، إلى 53 دولة حتى الآن، ونجاح المركز في أهدافه، جاء من كونه يتماشى مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، التي توجب إغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج، والمحافظة على حياة الإنسان وكرامته وصحته وامتدادًا للدور الإنساني للمملكة ورسالتها العالمية في هذا المجال.
دور المملكة في دعم الدول الشقيقة والصديقة في مواجهة جائحة كورونا، لا يتوقف عند مبادرات مركز الملك سلمان، وإنما يتجاوزه إلى ما هو أبعد من ذلك، وتحديداً عندما رأست المملكة مجموعة العشرين الاقتصادية في نهاية العام الماضي، واستثمرت تجمع قادة الدول الكبرى في قمم افتراضية، ودعتهم إلى دعم الدول الفقيرة والمتضررة من الجائحة، وتوفير المساعدات الفنية والمادية والصحية لها، فضلاً عن تأمين اللقاحات اللازمة للشعوب غير القادرة على شرائها، ولقيت دعوة المملكة تجاوباً كبيراً وسريعاً من الدول الكبرى، التي لبّت الدعوة.
وسيبقى الخير السعودي قائماً إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وسيذهب إلى كل الاتجاهات، دون تفرقة أو تمييز بسبب الدين أو المذهب أو اللون، هذا الخير الذي يرفع شعار "الإنسانية" ويغطي دول العالم كافة.




http://www.alriyadh.com/1902890]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]