أصدر مجلس إدارة الهيئة العامة للعقار مؤخراً «ضوابط تحليل أسواق العقار» جرى التركيز في تلك الضوابط على جانبين، رأى المجلس أنهما أساسيان، الأول هو ما يجب الالتـزام به في تحليـل السوق العقارية، وأما الآخر فهو ما يحظر القيام به في تحليـل هـذه السـوق. وقد أسند المجلس لجهاز الهيئة مهام تلقي الشكاوى والرصد والإشراف والرقابة وتطبيق الأحكام لتلك الضوابط.
أتصور - وربما أكون مخطئاً - أن مجلس الهيئة قد سلك طريقاً وعراً، وأخشى ألا يكون مهنياً أيضاً؛ فالسوق العقارية لدينا في المملكة عميقة بقدر عمق تاريخها، والاستثمار في هذه السوق يستقطب ما قد يصل إلى ثلثي مدخرات المواطنين، وهذا الحجم من الاستثمار لم يكن ليصل إلى هذا القدر لولا الاستقرار التاريخي لهذه السوق، التي أجزم أنها على قدر من النضج الاستثماري، الذي يندر أن تؤثر فيه طروحات من يستهدفهم تطبيق أحكام تلك الضوابط. ثم لننظر للسوق المالية لدينا، التي تأتي في المرتبة الثانية من حيث حجم الاستثمار، والأكثر سعة في استيعاب عدد المستثمرين، والأقل عمقاً في تاريخ نشأتها في المملكة، بل والتي تضج يومياً - وربما على مدار الساعة - بآراء المحللين الماليين، هل رأينا مجلس إدارة هيئة سوق المال قد ظهر علينا بضوابط للتحليل المالي مشابهة لما أصدره مجلس إدارة الهيئة العامة للعقار..!؟
لقد كان الطريق أيسر أمام مجلس إدارة الهيئة العامة للعقار، لو أكد على جهاز الهيئة القيام بمهامه الواردة في المادة الثالثة من تنظيمها على الوجه المطلوب، وبالذات فيما له علاقة مباشرة بممارسة نشاط أو مهنة التحليل العقاري، ومن تلك المهام: وضع المعايير الخاصة بالأنشطة العقارية ومنها بالتأكيد نشاط (التحليل العقاري)، والعمل على توفير التدريب والتأهيل اللازمين للمرخص لهم بمزاولة الأنشطة العقارية، والعاملين في هذه الأنشطة، ويشمل ذلك مزاولة نشاط (التحليل العقاري)، وكذلك إجراء البحوث والدراسات والإحصاءات في مجال الأنشطة العقارية، وأخيراً وليس آخراً نشر قواعد للمعلومات العقارية اللازمة للأنشطة العقارية على البوابة الإلكترونية للهيئة (بيانات السوق العقارية). فالبيانات العقارية التي تمثل الشفافية اللازمة لهذه السوق وأدوات التحليل لهذه البيانات، إضافة للممارس المهني المؤهل (المحلل العقاري)، هي في الواقع المقومات الأساسية للتحليل العقاري، التي يحتاجها تطوير السوق - وليس الخوف أو الخشية على استقراره - وفرق شاسع بين الاثنين..!!




http://www.alriyadh.com/1904389]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]