لم يكن صعود المملكة في الترتيب العام لعدد من المؤشرات الدولية أمراً غريباً أو مدهشاً للمواطن، الذي اعتاد هذا الأمر فترةً بعد أخرى، منذ بدأت الحكومة الرشيدة تنفيذ برامج رؤية 2030 على أرض الواقع، مُحققةً بذلك كل ما وعدت به وخططت إليه، وسط ترقب دولي، يتابع عن كثب كيف يُعيد ولاة الأمر بناء المملكة الثالثة على أسس جديدة ومرتكزات قوية، تنطلق منها نحو التقدم والازدهار.
الإنجازات التي تحققها المملكة تباعاً، تشير وتؤكد الجدوى الكبرى لبرامج الرؤية، وأنها كانت بمثابة الطريق الوحيد والنموذجي لتحقيق كل طموحات المملكة، وتطلعات ولاة أمرها، في أن تصبح السعودية دولة متطورة ومتقدمة، تشارك دول العالم الأول اهتماماتها وإنجازاتها، وتقاسمها الثمار المرجوة.
آخر قفزة حققتها المملكة في قائمة المؤشرات الدولية، عندما صُنفت الثانية عالمياً بين دول مجموعة العشرين، ضمن تقرير التنافسية الرقمية للعام 2021. نزاهة هذا التصنيف وحياديته نابعتان من كونه صادراً من المركز الأوروبي للتنافسية الرقمية، يضاف إلى ذلك أن بيانات التقرير اعتمدت على مؤشر التنافسية العالمي الصادر من المنتدى الاقتصادي العالمي، ومن البيانات الداعمة المقدمة من البنك الدولي والاتحاد الدولي للاتصالات، ومثل هذه الجهات تتبع أقصى درجات الشفافية والمصداقية فيما تصدره من بيانات وتقارير، وترفض إلا أن تقول الصدق المجرد، بعيداً عن أي مجاملات.
وما يلفت الأنظار، أن قفزات المملكة في مؤشر التنافسية الرقمية ليست بالبطيئة أو الخجولة، وإنما هائلة، وتبشر بكل الخير، فهي تقدمت 20 درجة في المؤشر العام مقارنة بالعام السابق، كما تقدمت 86 درجة في محور النظام البيئي الرقمي، متصدرة دول مجموعة العشرين، وحققت المركز الثالث في محور القدرات الرقمية بين دول مجموعة العشرين.
ولم يكن مثل هذا الإنجاز وغيره ليتحقق، لولا الدعم والتمكين والتوجيه التي يوليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان لقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات على مدى السنوات الماضية، وهو ما يفسر أسباب القفزات النوعية التي حققتها المملكة على مستوى البنية التحتية للاتصالات، وتنمية القدرات والمشروعات الرقمية الضخمة، إضافة إلى نضج التنظيمات والتشريعات الرقمية.
ويضاف إلى ما سبق، أن هذا الإنجاز يتواكب مع رغبة ولاة الأمر في أن تحتضن المملكة جيلاً من التقنيين المبدعين، القادرين على ابتكار البرامج والأنظمة التي تسهل على أجهزة الدولة والناس سبل معيشتهم اليومية، وتمهد الطريق لتنفيذ خطة العمل الثالثة في الاستراتيجية الوطنية للتحول الرقمي الهادفة إلى تحقيق حكومة ذكية.




http://www.alriyadh.com/1905820]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]