في يوم الوطن يصدق العزم، وتطيب النفوس، ويزدان الكلام وينمو العطاء فنتعلم كيف ترسم حدوده بالانتماء، وتبرز بالولاء،
اليوم تتعطر الذاكرة بروايات الفخر على صفحات التاريخ التليد، وتنتثر معاني السمو الأكيد، يحملها علم السيف والتوحيد،
هكذا وطننا يتخطى برؤية الشموخ مسافات الإبهار ليبقى ثابتا على وجه الأرض.. أن تعرف قيمة وطنك فأنت تعرف قيمة ذاتك.. وبناؤها ينطلق من دوافع الوعي تجاه هذه القيمة.
اجعل وطنك على منصة الأنا، سيعيدك ذلك إلى شتات الظنون فلا تتعرف على ملامح الاطمئنان والأمان.
حب الوطن لا يبنى على شعارات زائلة أو قناعات سائلة فحاجتنا أن نعيش في بلد آمن مستقر متطور تجعلنا ندرك تماما مكانة الانتماء وفاعليته.
المملكة اليوم تحتفل بنا كشعب، ونحن نحتفي بها كوطن يضم الجميع ويملأ مسارات العظمة والتجلي.
في يوم الوطن تخضّر الذكرى على لوحة التاريخ المجيد وتجعلنا نتنفس قصص البطولة ونرتوي بروايتها.
هذا الوطن الذي بنيت دعائمه بفضل الله - عز وجل - ثم بعزيمة الرجال المخلصين، وأصبح وأمسى أحد أركان المعمورة وأعز مكان لثلث سكان الأرض، فكانت له الميزة الدينية، والقيمة السياسية، والوزن الاقتصادي والثقل العالمي، والخاصية الدبلوماسية. صارت كلمة هذا الوطن رنانة في جميع الفضاءات، وطن تؤوي إليه الأفئدة، وتعشقه القلوب، وتقر به الأعين.
ورغم الكثير من كتل النقع حولنا، وركام الهجمات الموجهة ضد بلادنا إلا أن الوطن يبقى سامقاً مهما تفشت الأطروحات الفارغة، والظنون الخائبة، وأرهقت الأجواء بالقيل والقال، وسقط الملونون الملوثون - دولاً كانت أم جهات أم أفراداً - في مظان التقوقع والانكسار والتحسر.
سأتغنى ببلادي التي تصنع السلام والإصلاح وتجمع المتفرقين.. وأترك الدهشة للناقمين المتبرمين.. وعشاق الجلد «الفاضي» فحقيقة كل نقي يشعر بالنشوة والفخر لكل ما تحقق - بفضل الله - من تقديم رؤية وطنية واعدة، وإنجازات أمنية باهرة، ومكاسب سياسية، واقتصادية، وتنموية، واجتماعية، وتعليمية، وتحولات عميقة في مختلف مجالات الحياة ترجمت طموحات وأحلام شعبنا وتطلعاته في التقدم، والنهوض الحضاري وبناء الدولة السعودية الحديثة كانت الإرادة الوطنية فيها أقوى عند مواجهة كافة التحديات.
مؤكد أنه عند العقلاء تعلو المشاعر، وعند الأنقياء تكبر الأحاسيس، وعند الأوفياء تسمو الأمنيات داخلهم من أجل الوطن، مؤكد أن المواطن يتشرب قيمة المواطنة فيذود عن وطنه ويبتعد عن عقد المقارنات المائلة والانتقائية مع دول أخرى، مؤكداً أنه سيظهر وينافح عن وطنه بإبراز الصور الإيجابية عن بلده، وإظهار سلوكه الحسن.
ويبقى القول: حين تحتفل الشعوب بيومها الوطني فهي تمجد أحداثاً مشرقة لها في تاريخها العريض المميز، فيزداد ويتعزز الولاء والانتماء لديها.. فكان لزاماً أن نكون للوطن.. للمجتمع لا لغيره مهما رأينا، أو وجدنا، وأن نقدم أنفسنا للآخرين بما يستحقه وطننا، وأن نمنع المتربص بنا من أن يوظفنا لغاياته، ويستغل طرحنا ونقدنا وجلدنا في صناعة محتوى يسخر فيه منا، وألا نكون أدوات هدم وتكريس صور سلبية عن بلادنا بما نكتبه أو نقوله، فالوطن لا ينمو إلا برشد المواطن.. دمت مطمئناً يا وطني.




http://www.alriyadh.com/1908606]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]