التنوع مهم جدا في تشكيل فريق العمل من حيث المهارات والتخصص وحتى من حيث الشخصية، وكما قال أحدهم: لا يمكنك تشكيل فريق كرة قدم كله حراس مرمى.
فريق العمل المتنوع في مجالات المعرفة والسمات الشخصية والخبرات هو فريق يحقق النظرة الشمولية والإثراء العلمي والنقاش الموضوعي المثمر وتكامل الفكر والجهود.
فريق العمل بحاجة إلى وجود من يركز على مهام الفريق والأهداف أو النتائج المراد الوصول إليها، ويحتاج إلى العقلية الإحصائية، ومن يفكر خارج الصندوق، ومن يثري النقاش أو العمل المنفذ بخبرات ذات علاقة، وبحاجة لمن يقيم العمل، وإلى عضو بمثابة المكتبة العلمية، وعضو عملي يركز على العملية الإدارية والتخطيط والنتائج.
ولا تكتمل تشكيلة فريق العمل من دون عضو يقوم بمهمة التحفيز، وآخر يقوم بمهمة المتابعة والتقيد بالجدول الزمني
وتذكير الفريق بتحقيق الأهداف، أو اتخاذ القرارات.
تلك التشكيلة تحتاج إلى قيادة تستثمر هذا التنوع وتوظفه لتحقيق الأهداف المطلوبة.
القيادي الواثق من نفسه لا يقلق من تفوق أعضاء فريق العمل، لا يعتبرهم منافسين بل يسعى بكل الطرق لاستثمار فكر وقدرات الفريق بما يساهم في تحقيق النجاح للجميع.
قيادة فريق العمل تتطلب رؤية ووضوح أهداف وتحفيزا ومتابعة وتقديرا وثقة، ليس من المناسب بدافع المجاملة اختيار عضو في فريق العمل لا يحتاجه الفريق إلا إذا كان التدريب هو الهدف من وجوده بالفريق.
قيادة فريق العمل في أي مجال تتطلب حسن اختيار من يدير الفريق، كل فريق ناجح ستجد خلفه قيادة ناجحة تقدم أنموذجا يُحتذى في السلوك الإداري وفي التنظيم وتوزيع المسؤوليات، ولديها مهارات التحفيز والتدريب والتطوير، واعتبار النجاح للجميع دون تمييز في التقدير، ولهذا يعرف فريق العمل بأنه جهود مشتركة منظمة.
قيادة فريق العمل تتطلب توفير بيئة عمل تشجع على التنافس البناء وتقديم المبادرات والحلول، وتتيح فرص التقدم للجميع بمعايير الأداء والانتماء والولاء.
نجاح فريق العمل في أي مجال يعتمد على عدة عوامل تأتي القيادة في مقدمتها حيث تكمن الرؤية التي تنطلق منها التفاصيل الإدارية، إدارة الفريق، وضوح المهام وتوزيعها، التنسيق، المتابعة، آلية العمل، تقييم الأداء.. الخ.
يقترح الكاتب ريتشارد ديني مؤلف كتاب (حفز لتكسب) بعض العوامل التي يرى أنها تحفز فريق العمل وتحقق له السعادة المهنية، من هذه العوامل أن يكون عضو الفريق قادرا على أداء مهامه التي يتطلبها المنصب الذي يشغله، وهو يستشهد بهذا المثال: من المبادئ الأساسية في عالم المبيعات أن من يريد أن يكون مديرا للمبيعات لا بد أن يكون موظف مبيعات ناجحا، وهذا لا يعني أن موظف المبيعات الناجح سيكون بالضرورة مدير مبيعات ناجحا، ومن تلك العوامل رغبة وحماس عضو فريق العمل ليكون عضوا فاعلا في الفريق، وأن يلتحق ببرامج التدريب والتطوير ليقوم بدوره وبما كلف به بالمعايير المطلوبة، يدعم الكاتب رأيه بالمثال المعروف، تستطيع قيادة الحصان إلى النهر ولكنك لا تستطيع إجباره على الشرب.
ومن تلك العوامل تحقيق التوازن وضرورة وجود فترات للراحة للمحافظة على مستوى الحماس والفعالية، عامل آخر يتعلق بالنجاح وأهمية الاستمتاع والاحتفال لأن الناجحين يستحقون الفرح بنجاحهم وهذا حافز لهم لتقديم الأفضل. العامل الأخير حسب السيد ريتشارد هو الاتجاهات الإيجابية لفريق العمل وهنا يتحدث عن الموظف الذي يستمتع بعمله مثلما يستمتع بممارسة رياضة يحبها، هذا الموظف قد يواصل العمل رغم انتهاء ساعات العمل، بعكس موظف آخر يتابع النظر إلى الساعة منتظرا لحظة المغادرة، ومن البديهي ربط هذا التباين بالنمط القيادي، والرضا الوظيفي، وبيئة العمل بشكل عام.




http://www.alriyadh.com/1908603]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]