قسى العميد الاتحادي على مستضيفه النصر بثلاثية كادت أن تكون رباعية مزق بها شباك أصفر العاصمة وقدم واحدة من أجمل مبارياته في السنوات الأخيرة تنظيماً وتكتيكاً وروحاً أعادت لنا شيئاً من بريق روح الاتي التي افتقدها مؤخراً، هذه النتيجة جاءت بعد استفزاز كبير من قبل النصر ومنسوبيه تجاه الاتي في المنابر الإعلامية والجماهيرية حتى بلغ الأمر أن المذيع الداخلي قال عند تقديمه للاعبين: رقم 87 العميد انسيلمووو!! في استفزاز واضح وصارخ إشارة لاستطاعة إدارة النصر خطف اللاعب من بين أحضان الاتحاديين!! ولكن السؤال ماذا بعد كل هذا الاستفزاز؟ هو أننا رأينا شحناً نصراوياً لا مبرر له قابله هدوء من طرف العميد (الحقيقي) والذي يعكس التحضير النفسي والفني الجيد للفريق قبل اللقاء، الذي حصل يثبت للمرة المليون أن المناوشات الاستفزازية والضرب على الجانب النفسي قبل المباريات ولى زمانها ولم تعد صالحة ولن تجدِ نفعاً في وقتنا الراهن مع تطور كرة القدم وتطور أساليبها، التدريبية والضخ المالي العالي، فالذي يجلب النتائج بعد توفيق الله هو العمل الفني في المقام الأول من حيث قيمة الجهاز الفني وجودة اللاعبين، نعود للمباراة وتفوق الاتحاد فيها من حيث الهدوء واللعب وفق الإمكانات وعدم مجاراة النصر في السرعة وعدم تأثر لاعبو الاتي بالاستفزازات التي تعرضوا لها، وبالتالي اللعب على نقاط ضعف النصر خاصة في الجهة ما بين الظهير وقلب الدفاع نظراً لاندفاع الأظهرة بشكل مبالغ فيه فأتت هذه الثلاثية مع الرأفة، ما ساعد الاتحاد في كسب هذا اللقاء هو رعونة وتعالي وغطرسة حمدالله والذي يكرررها في كثير من المباريات وسط دفاع نصراوي عنه على جميع الأصعيدة حتى انكووا من أفعاله أمام غريمهم الكبير الاتي فأتت ردة فعلهم عنيفة تجاهه، ما فعله حمدالله لم يكن الأول من نوعه بل كرره مرات ومرات داخل وخارج المُعشب الأخضر ولكن ما جعله يتمادى هو الدفاع المستميت الذي يجده من قبل أنصاره حتى خُيل للرجل أنه فوق الكل وأنه على رأس هرم النادي ولن يطاله أي عقاب، ولا أظن أن الإدارة قادرة على إيقاع عقوبة عليه مهما حدث منه فقد تمكن من فرض هيبته عليها وركز أطناب سلطانه فوق زوايا النادي فكأن لسان حاله يقول: وإني مقيمُ ما أقام عسيبُ…!
ذكوة:
الفرق الكبيرة إن تعرضت للاستفزاز أو للاستنقاص من اسمها فإن نتائج ردة أفعالها تكون وخيمة ومزلزلة انتصاراً لتاريخها ولكبريائها، لهذا أنصح الفرق التي تلاقي هؤلاء الكبار أن لا تلعب على هذه الورقة فهي محروقة وستحرق حاملها ونتائج ذلك الهزيمة المرة وسخط الجماهير ونقمتها يتلوها الإطاحة بكبش فداء من مدرب أو لاعب أو رئيس.




http://www.alriyadh.com/1908621]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]