بمناسبة معرض الرياض الدولي للكتاب، كنت أمام كتابين يتحدثان عن كيفية الوصول إلى إنجاز أكثر.. الكتاب الأول بعنوان (التركيز العالي) أو فرط التركيز، للسيد كريس بيلي. في هذا الكتاب يتحدث المؤلف عن إدارة التركيز، وكيف يمكن أن يؤدي العمل ساعات أقل إلى انجاز أكثر، وكيف يصل الإنسان إلى العمل الإبداعي عندما يكون متعبا، وأن ينجز أكثر عندما يكون العمل صعبا. في إدارة التركيز، يوضح المؤلف أن العقل يتنقل بين حالتين ذهنيتين، حالة التركيز العالي أو العميق، وحالة الإبداع. ويرى المؤلف أن الطريقة الأفضل هي المزج بين الحالتين.
قيل عن هذا الكتاب إنه يساعد على مراجعة المهام وتحديد الأولويات، والتقليل من الأشياء المؤثرة على التركيز أو المقاطعات. وهو كتاب للقراء الباحثين عن التركيز لأنه يقدم اطارا عمليا لكيفية انجاز العمل.
يتحدث المؤلف عما يحيط بالإنسان من مؤثرات وما يصل إلى عقله من معلومات كل ثانية، وهي تصل إلى 11 مليونا حسب تقدير بروفيسور علم النفس في جامعة فرجينيا السيد تيموثلي ويلسون. يتساءل المؤلف: كم من تلك الـ 11 مليونا يستطيع عقلنا التركيز عليه في وقت واحد؟ الاجابة هي 40 فقط. المحادثة الواحدة فقط على سبيل المثال تستهلك معظم التركيز ولهذا السبب لا نستطيع التعامل مع محادثتين في وقت واحد. تفكيك المحادثة بهدف فهمها يستهلك أكثر من نصف التركيز. يضاف إلى ذلك تفسير الكلمات الواردة في المحادثة إلى معانيها المقصودة أثناء المحادثة.
يقدم الكتاب بعض النصائح التي لا تحظى بالضرورة باتفاق الجميع، وتختلف من حالة إلى أخرى وفقا لعدة عوامل منها طبيعة العمل. من هذه النصائح أن يأخذ الموظف فترة راحة كل تسعين دقيقة.
الكتاب الثاني بعنوان (أقل توترا، أكثر إنجازا) للمؤلفة إميلي فليتشر. فكرة الكتاب تتمثل في أن تحقيق المزيد من الانجاز لا يكمن في القيام بالمزيد من المهام، ويقترح أخذ استراحة عقلية للتأمل. أجد في إهداء الكتاب ما يلخص فكرته. تقول المؤلفة في الاهداء: (أهدي هذا الكتاب لكل شخص عاش تجربة التأمل وأعتقد أنه فاشل فيها. اطمئن، أنت لست فاشلا في التأمل، لكن لم يتم إرشادك لكيفية ذلك. وهذا الكتاب سيكون دليلك).
هذا الكتاب حسب المؤلفة يساعد على تطوير الأداء على المستويين الشخصي والعملي ويزود الشخص بمهارات عملية يمكن استخدامها يوميا للتخلص من التوتر.
في الكتاب تفاصيل كثيرة عن تجربة المؤلفة في موضوع التأمل وكيف تحولت من متدربة إلى خبيرة في التأمل تقدم تعليما في هذا المجال لشركات عالمية لمساعدة الموظفين على تحسين تركيزهم وزيادة إنتاجيتهم. أما في تجربتي الشخصية المتواضعة فقد لاحظت في حالات كثيرة أن القيام بمهام تحت ضغط الوقت يحقق إنجازات متميزة، وأن شيئا من القلق (القلق الايجابي) شرط ضروري للنجاح، وأن الانجاز الأكثر بجهد أقل ممكن تحقيقه من خلال إدارة الوقت بشكل جيد، والنوم المبكر والعشاء الخفيف والقيلولة القصيرة وممارسة الرياضة.
الأسئلة المتوقعة التي سيطرحها البعض هي: كيف يأتي النوم المبكر؟ ولماذا أنام مبكرا؟ ولن أجيب على هذه الأسئلة لأن الاجابة موجودة في أعظم كتاب (القرآن الكريم) ويفهمها الأطباء والمجربون، وتشرحها الكتب والدراسات التي تناولت آيات النوم في القرآن الكريم.




http://www.alriyadh.com/1912596]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]