قاعدة معروفة في الثقافات العالمية عند الكوارث.
لكن الذي وجده الخبير الاقتصادي "بينو توغلي" أن تطبيق هذه القاعدة ليس على إطلاقه، وذلك بعد أن قارن كارثتين: غرق سفينة تايتانيك عام 1912م، وغرق سفينة لويستانيا قبل تايتانك بثلاث سنين.
وجد أن نساء تايتانيك كانت لديهن فرصة نجاة 50 % أكثر من الرجال، والأطفال 15 % أكثر من البالغين، بينما في غرق لويستانيا كانت فرصة النجاة أعلى للشباب بين سن 16 إلى 35 سنة، والذي تظهره هذه النتائج أن هناك عاملاً واحداً تعتمد عليه تلك القاعدة: الوقت. عامل الوقت هو ما يحدد إذا ما كانت النساء والأطفال سينجون أولاً أم الرجال والشباب، ذلك أن غرق لويستانيا لم يأخذ إلا 18 دقيقة، مما بث الهلع بين الجميع وجعلهم يتسابقون للنجاة وجعل الأفضلية للقوة والشباب، بينما تايتانك أخذ غرقها فترة ساعتين وأربعين دقيقة، مما نزع عامل الهلع المستعجل، فضحى الكثير من الرجال بأنفسهم ودفعوا النساء والأطفال تجاه قوارب النجاة.
هذه القاعدة بلفظها لم تُعرَف إلا عام 1860م وذلك في رواية خيالية باسم "هارينغتون"، وأتت في عبارة تهديدية قالها القبطان فيما يبدو لبقية البحارة تحت إدارته، فيقول: "أول من يلمس قوارب النجاة منكم فسأحطم رأسه! الأولوية للنساء والأطفال". لكن من ناحية المعنى فتاريخ القاعدة يسبق هذا بقليل، ففي عام 1852م كانت السفينة الحربية البريطانية "بيركنهيد" تُبحر قاصدة جنوب إفريقيا وهي تحمل مئات الجنود مع أهاليهم ناوية أن تُنزلهم في مدينة اسمها "ألغو باي"، وضربت السفينة صخرة قسمتها لنصفين، فأما أحد قسميها فغرق فوراً، وأما الآخرون فأعطوا الأفضلية للنساء والأطفال في قوارب النجاة ووصلوا سالمين للشاطئ، وأما الرجال فقفزوا في البحر وماتوا إما غرقاً بسبب الإجهاد أو بسبب مئات أسماك القرش التي أبادتهم.
كان ذاك أول حدث شهير أبرز تلك القاعدة، ومنذ آنذاك وإلى اليوم وهي بارزة في الكثير من الثفاقات، وإن كان تطبيقها غير مضمون!




http://www.alriyadh.com/1912618]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]