رغم ذهابي أسبوعياً إلى مكتبة من المكتبات العامة التجارية، لتفقد معروضاتها من الكتب الجديدة، وشراء ما يهمني من تلك المعروضات، إلا أنني لا أكتفي بذلك، فاحرص، في رحلاتي الخارجية على مضاعفة الجهد في زيارة المكتبات، مثلها مثل المقاهي ودور السينما والمسرح ولقاءات الأصدقاء، ولم يقف الولع بالكتب هنا؛ فلم أكن أتأخر عن زيارة معارض الكتب السنوية التي تقام في القاهرة ودبي والكويت والرياض، مع أنني لا أعد نفسي دودة كتب أو قراءة، رغم أن القراءة هي زادي وزوادي، كما يقولون، مع أنها لا تؤكل خبزاً ولا تسقي ماءً؛ لكنه الشغف عندي وربما عند الشعراء وكتاب القصة والرواية والمسرح، ونماذج لا حصر لها من الباحثين والمهتمين بالكتب، رغم أن بعضهم ربما لا يقرأ كتاباً في الأسبوع! هذه حقيقة أعرفها عند الكثير ممن عرفت من هذه الشرائح، الذين قد يخسرون مدخراتهم المحدودة في شراء الكتب! وقد جاءت جائحة كورونا لتوقف سيل المؤلفات الجديدة عن المكتبات، والمعارض التي تعرض أحدث إصدارات دور النشر، وتعرف أهل المشرق بما عند أهل المغرب من الإصدارات الجديدة والقديمة؛ هذه الوقفة القسرية لمعارض الكتب، وصناعة النشر بصورة عامة، أفرزت كماً هائلاً من المؤلفات الجديدة، التي كانت حبيسة الأدراج والصدور، في كافة فروع المعرفة خصوصاً الإبداعية، وكل هؤلاء المبدعين تدفقوا، عندما فتحت الطرق والموانئ، على دور النشر المحلية والعربية، التي صامت كثيراً وأفطرت عليهم وعلينا فزاد بعضهم أسعاره حتى تضاعفت عن السائد والمألوف، بل إن هذه الجائحة أفرزت عديداً من دور النشر الجديدة، بعضها جاد وأكثرها حاطبة ليل، تعتاش على إطلالة مؤلف، يهمه نشر ما ألف، حتى لو دفع تكاليف النشر! وقد شهد معرض الرياض الدولي للكتاب، الذي انعقد من أول أكتوبر حتى العاشر منه، عديداً من دور النشر الحديثة والقديمة، التي عرضت أحدث الإصدارات الأدبية والفكرية والعلمية، جنباً إلى جنب مع ندوات وأمسيات أدبية وثقافية وفكرية وعلمية، وقد أدير هذا المعرض بكفاءة من حيث التنظيم والإرشاد، وحتى الإضاءة والتكييف والمواقف، مع كم وافر من الاستراحات والمقاهي والمرشدين من الجنسين. غابت دور النشر كثيراً وحضرت إلى الرياض، حيث الإقبال والشراء، يكاد يوازي ما تشهده كافة المعارض، التي تنعقد في الدول العربية، وقد غبت يومين عن المعرض لإغلاق الطريق إليه بسبب الكثافة التي عبأت المواقف الكبيرة التي هيأتها الجهة المنظمة للمعرض، وقد اشتريت من هذا المعرض أكثر من مئة عنوان رغم تأكدي أن نصفها سوف يقرأ، والنصف الآخر سوف يتمتع بالظل، بجانب إخوانه الجادين والعاطفيين والعصبيين، وأولئك الذين يدخلون الوسواس إلى النفس، حال الجلوس أمامهم! ومن حق هيئة الأدب والنشر المنبثقة عن وزارة الثقافة والقائمين عليها، أن نقدم لهم الشكر والامتنان، على هذه الإطلالة الموفقة التي عادت بعد غياب.




http://www.alriyadh.com/1912965]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]