"إننا نعيش في مرحلة صعبة في تاريخ العالم ولكننا ندرك تماماً أنها مرحلة ستمر وتمضي رغم قسوتها ومرارتها وصعوبتها.. "هذا مقتطف من كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ــ حفظه الله ــ لأبنائه المواطنين في بداية أزمة تفشي جائحة كورونا، التي نحمد المولى عز وجل على منه وفضله وكرمه ثم قيادتنا الحكيمة على جهودها في مكافحة هذه الجائحة والتخفيف من انتشارها والحد من آثارها على أمن وصحة المواطنين والمقيمين، التي تجلت نتائج هذه الجهود المباركة في صدور الموافقة الكريمة على تخفيف الاحترازات الصحية ابتداء من بداية هذا الأسبوع.
نعلم جميعاً أن المدن كانت ولا زالت هي الخط الأول في مجابهة هذه الجائحة. فعبر نقاط العبور والموانئ الدولية في مدن المملكة تسللت الموجة المبكرة من حاملي فيروس كورونا المستجد. لذا ربما يتساءل البعض عما تعلمته المدن بوجه عام ومدن المملكة على وجه التحديد من دروس في مواجهة هذه الجائحة، وما أفضى به استيعاب هذه الدروس من تفاوت في قدره هذه المدن على احتواء آثار تفشي هذا الوباء..؟
في الواقع ما ترصده التجربة الدولية والمحلية معاً في هذا الجانب هو ثلاث من بين أهم وأبرز هذه الدروس. الأول هو التعاون بين القطاعات ذات العلاقة في الاستعداد واتخاذ الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية التي رأينا تجسيد ذلك لدينا بالمملكة في صدور الأمر السامي القاضي بتشكيل "اللجنة المعنية باتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية اللازمة لمنع تفشي فيروس كورونا في المملكة" التي تضم في عضويتها (24) جهازاً حكومياً، ويجرى تنفيذ ما توجه به من إجراءات على مستوى المدن التي يقطن بها معظم سكان المملكة وبمستوى عال من المهنية. الثاني: هو الاستفادة القصوى من البيانات والمعلومات وتوظيفها الأمثل في مواجه الجائحة، الذي نجد أن مركز القيادة والتحكم وما يتم تغذيته من البيانات والمعلومات التي ترده من وحدة مختصة بذلك إضافة إلى مشاركة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي يمثل الوجه المشرق لتجربة المملكة في مواجهة الجائحة. أما الثالث فهو المرونة والتكيف مع ظروف الجائحة أثناء مواجهتها إلى حين تجاوزها وزوالها ويتمثل ذلك في صور عديدة منها على سبيل المثال العمل والتعليم عن بعد في مدن المملكة والتسوق الإلكتروني لسكانها وخلاف من ذلك من أوجه المرونة والتكيف. لذا يطرح تساؤل عن إمكانية توظيف هذه الدروس الثلاث في مواجهة أزمات أخرى تواجهها مدن المملكة، خلاف الأوبئة لا قدر الله؟




http://www.alriyadh.com/1913414]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]