التفكير الاستراتيجي وكذلك التخطيط الاستراتيجي لم يكونا طارئين على النهج القيادي لبلادنا؛ فهما من مكوّنات هذا الفكر الذي درج عليه ملوكنا؛ فمنذ عهد المؤسس العبقري الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه- وهذا الفكر آلى على نفسه أن يجعل رفاه الشعب ورغد عيشه من أوجب واجباته؛ ولعل المقولة العظيمة التي قالها المؤسس؛ وهو يستقرئ بفطنته اللافتة مستقبل شعبه حين قال: "سأجعل منكم شعباً عظيماً وستستمتعون برفاهية هي أكبر كثيراً من تلك التي عرفها أجدادكم". هذا الوعد القاطع المنطلق من يقين راسخ ورؤية عميقة تسبر المستقبل وتستسبر آفاقه؛ يؤكد أنّ الحكم في بلادنا يسير وفق رؤية واستراتيجية بعيدة المدى؛ استراتيجية بالمعنى الاصطلاحي العميق الذي يخطط لآماد بعيدة ترتكز على النظرة الحصيفة التي تقرأ الواقع وتستفيد من الماضي وتجاربه؛ وتجابه الحاضر بتحدّياته، وتتطلّع لغد مشرق زاهٍ وبهيج.
بالأمس أعلن سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، إطلاق مكاتب استراتيجية لتطوير عدد من مناطق السعودية، تتضمن مناطق الباحة، والجوف، وجازان.
وقد جاء في ثنايا الإعلان، بأن تلك المكاتب الاستراتيجية ستكون نواة لتأسيس هيئات تطوير مستقبلاً، وذلك بهدف تعظيم الاستفادة من المميزات النسبية والتنافسية لكل منطقة من المناطق الثلاث، إضافة إلى تطوير البيئة الاستثمارية لتكون مناطق جاذبة للاستثمار بالشراكة مع القطاع الخاص.
هذه الاستراتيجية وبأهدافها الكبيرة والعريضة تؤكد نجاعة النهج القيادي لبلادنا وديمومته؛ نهج يضع المواطن والمواطنة في قلب اهتمامه؛ ولا شك أن تلك المكاتب ستكون قادرة على استثمار المعطى المكاني والجغرافي والبشري؛ بحيث تتم الاستفادة من كل الممكنات التي وهبها الله لهذه البلاد من تنوع جغرافي وطبيعي يجعل من هذا التنوع مصدر ثراء في كل شيء؛ سيما وأن المناطق المستهدفة تملك طبيعة جغرافية تميزها عن باقي المناطق؛ ما يجعل الاستفادة منها متحققة بحول الله وبشكل ناجع وفريد. ولعل في الإعلان عن هذه الاستراتيجية ما يعزز الآمال والطموحات الكبيرة التي يعيشها الوطن والمواطن من هذه الاستراتيجية التي تهدف مكاتبها الاستراتيجية إلى الاهتمام بكل مكونات التنمية في تلك المناطق، بحيث تركز على استثمار المقومات التنموية التي تزخر بها كل منطقة لتحقيق أعلى استفادة منها وتحويلها إلى عناصر داعمة للاقتصاد، بالإضافة إلى قيام المكاتب الاستراتيجية في المناطق الثلاث بأعمال التطوير والتنسيق والمتابعة مع الجهات الحكومية كافة، للعمل على تحفيز وإشراك القطاع الخاص في تنمية المكونات المكانية بها.
لا شك أننا موعودون بنقلة تنموية مذهلة تضاف لقطار التنمية الذي انطلق بقيادة حكيمة أطّرت أهدافها ورسمت استراتيجياتها الكبيرة لتحقيق أقصى درجات الرفاه والعيش الرغيد.




http://www.alriyadh.com/1913619]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]