أن تكون قائدا لمنظّمة في هذا العصر الرقمي (الذي يحيط بكل شيء ويدخل في كل شيء) لا يعني فقط سهولة الأعمال وتوفير الوقت والموارد فقط. بل إن تحديات العصر الرقمي أكبر مما نتخيّل أحيانا. من الحقائق الثابتة أن توظيف العالم الرقمي في الإدارة مداره ثلاثة أركان أساس وهي المحتوى الرقمي، كفاءة الاتصال والتواصل، ومتانة العتاد والبرامج. وينبثق عن كل ركن من هذه الأركان سلة ضخمة من التحديات التي تأتي أحيانا دون سابق إنذار.
إذا نظرنا إلى المحتوى وهو ملك العالم الرقمي فهو التحدي الأكبر سواء في قضايا تخزينه وإتاحته أو الحفاظ عليه (الأمن) وحماية الأسرار والخصوصيات. وإذا فحصنا تحديات الاتصال والتواصل فهي أم المشكلات التي تواجه قادة المنظمات والشركات. ويكفي أن نعلم أن "مارك زوكربيرج" فقد أكثر من 6 مليارات دولار من ثروته في غضون ساعات قليلة، بعد أن أدى خلل في الخوادم كما يقال أو كما قيل في رواية أخرى بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن المنتجات الرئيسة للشركة ما قادها إلى وضعيّة عدم الاتصال. أما متانة العتاد والبرامج فقضيّة أخرى قد تعصف بالمنظّمة وتخسف بخدماتها إلى القاع وهناك حوادث كثيرة لشركات كبرى لم تصمد برامجها أو خوادمها أمام التشغيل المكثّف أو الهجوم السيبراني وكانت النتائج كارثيّة.
ومن هنا برزت جملة من التحديات أمام قادة المنظمات لعل أبرزها في سؤال يلوح على مدار الساعة في كل منظّمة عن مدى كفاءة القيادة مع متغيرات العصر الرقمي ومتطلبات إدارة البشر والأجهزة والبرامج. فمن جهة العنصر البشري هنا أجيال جديدة ولدت في العصر الرقمي بثقافة عمل وطموح لا يتشابه بالضرورة كثيرا مع الموظف التقليدي الذي وصفته كتب الإدارة وعرفه قادة المنظمات. ويأتي تحدٍ ثانٍ من الهلع الشديد من جرّاء الخوف من عدم القدرة على الحفاظ على زخم الإلهام والابتكار في دوامة رقميّة لا تهدأ فضلاً على المنافسة في مجالات شديدة التزاحم بحيث لا ترحم المتأخرين أو المتلكئين أو من يبقون على أنصاف المواهب في منظماتهم.
ولعل من أخطر التحديات سيطرة سكرة النجاح المؤقت في عصر رقمي لا تنتهي تحدياته. هناك شركات كبرى لم تستوعب التغير الضخم الذي جلبته الإنترنت وما لحق بها من تقنيات الذكاء الاصطناعي والبلوك شين وإنترنت الأشياء وغيرها. ومع هذا السباق الاستثنائي في تاريخ البشريّة (من حيث السرعة والعمق) هناك من القادة من لم يستوعب أنّ هناك تحوّلا مستمرّا وبشكل كامل مفهوم السوق والجمهور والمنتجات والوسائل والوسائط وبالطبع طال التحول كل أركان عالم الأعمال وقيادة المنظمات.قال ومضى*
في عصر المعلومات كثيراً ما يكون التأني ندامة..




http://www.alriyadh.com/1913496]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]