كان معرض الرياض الدولي الأخير للكتاب جميلا ومتميزا بتنظيمه ومحتوياته وفعاليات ثقافية واجتماعية جاذبة لكل فئات المجتمع. التطور في محتويات المعرض وبرامجه وتقنياته وندواته يجعله معرضا للثقافة يمثل الكتاب أحد مكوناته.
نجح المعرض لأسباب متعددة في مقدمتها إدارة المعرض التي وفقت في اختيار المكان الجديد بعيدا عن الزحمة والأحياء السكنية. كما وفقت في تنظيم مؤتمر للناشرين ضمن فعاليات المعرض لبحث شؤون النشر والكتب وهي شؤون تستحق الحوار والحلول المستقبلية بمشاركة أصحاب الشأن في دول مختلفة.
النجاح الرائع للمعرض مؤشر على إدارة منفتحة على تقبل الملاحظات والاقتراحات التي يمكن مناقشتها من قبل إدارة المعرض وتقييم إمكانية الاستفادة منها.
من تلك الملاحظات أن مدة المعرض غير كافية. إذا أخذنا في الاعتبار أن المعرض اكتسب سمعة جاذبة، وأن الزوار يأتون للمعرض من الرياض وخارج الرياض، ومن خارج المملكة فقد يكون من المناسب أن تكون مدة المعرض أسبوعين على الأقل.
الملاحظة الثانية أن التنظيم الداخلي لمواقع الناشرين في المعرض الأخير –خريطة المعرض– لم تكن كما كانت في السابق، والمقترح هو تقييم هذا التنظيم مقارنة بالسابق للتوصل إلى التنظيم المناسب.
الملاحظة الثالثة حول مبادرة وزارة الثقافة بإعفاء دور النشر من قيمة إيجار الأجنحة. هذا الدعم من وزارة الثقافة من خلال هيئة الأدب والترجمة والنشر هو جزء من دعم شامل تمثل في تحمل كامل تكاليف الشحن، وتوفير متجر إلكتروني مصاحب للمعرض لمن لا يتمكن من الحضور ونقاط بيع إلكترونية لجميع الناشرين. هذا الدعم كان يفترض أن ينعكس على أسعار الكتب وهي أسعار تحتاج إلى مراجعة لأنها تختلف عن أسعار الكتب في معارض الدول الأخرى رغم الدعم المشار إليه، ويبدو أن الإعفاء من إيجار الأجنحة جاء متأخرا.
ويستكمل المعرض طابعه الثقافي الشامل بالندوات وفي هذا الشأن لا يغيب عن منظمي المعرض أهمية التجديد في الموضوعات والمتحدثين بما يتفق مع متغيرات العصر.
معرض الرياض بحجمه الكبير وتنوع فعالياته وندواته وما يعرض فيه من كتب في كافة المجالات، وما يصاحبه من تعريف بالمؤسسات العلمية والثقافية والاجتماعية يستحق مسمى معرض الثقافة.




http://www.alriyadh.com/1913497]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]