قرأت سؤالاً في أحد المنتديات الثقافية، ويسأل الشاب: كيف يمكنني الرد على الكاذبين في تويتر وفيسبوك والمنتدى الفلاني والعلاني و و و؟
ضحكت على سؤاله، ليس سخرية؛ بل لأنه ذكرني بنفسي لما بدأت أستخدم الإنترنت، كنت أصر على تصحيح كل خطأ والرد على كل افتراء والتصدي لكل كاذب، وأخذت أمشط المنتديات الإنجليزية باحثاً عمن يقول أي كلام غير صحيح عن قائمة طويلة من الموضوعات التي تهمني، كان هذا أيام "الدايل أب" ما يعني أن الهاتف ظل غير قابل للاستخدام لساعات، وأنا أخوض النقاشات الشرسة والخلافات الساخنة، وأتذكر مرحلة حوارات استمرت عدة أشهر مع شخص واحد، وفي النهاية لم أستطع تغيير رأيه في أي شيء! ليتني أرجع وأستثمر تلك الساعات الطويلة في شيء مثمر مثل قراءة كتب أو تعلم حرفة مفيدة، لكن لا أستطيع أن أعيد الزمن.
بعد سنين من هذا المنوال بدأت أنتبه لما أفعل، أنظر للخلف فلا أرى أني غيرت رأي أحد إلا فيما ندر وفي أمور ثانوية في الغالب. بدأت أرى هذا في الحياة أيضاً، الغضب والانفعال من مواقف متكررة مثل شخص يخطئ عليك في القيادة أو زوجتك تتأخر عليك أو زوجك يؤجل بعض أشغال البيت.. إلخ، أدركت أن التوقف عند كل واحدة من تلك المحطات يعني احتراق الأعصاب والضغط النفسي وفساد اليوم وتلويث المزاج، فقررت التخفيف قدر استطاعتي منها، لو حصل موقف فعلاً يستحق الانفعال فلا بأس من أن تعطيه حقه من الاهتمام، وأن تنفعل من فينة لأخرى، لكن في الغالب اترك الأمور تمضي، لا يحتاج أن ترد على كل شيء وكل شخص وكل زعم وكل تعليق، الكذب والخطأ لن يتوقفا أبداً، خاصة الآن في عصر الرويبضة الذي صار مسلحاً بالنووي (السوشل ميديا)، فوالله لا تنتهي معاركك...
ريح بالك!




http://www.alriyadh.com/1913533]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]