حين يتم التأكيد على قيمة الثقافة وتجاوزها للصورة النمطية التي تحاول أسرها في قالب ضيّق؛ فإننا نستند إلى مؤشرات وقراءات أثبتها الواقع المعيش. من هنا فإنه لا يستغرب أن تولي الدول المتقدمة والقاطعة شوطاً كبيراً في الحضارة والتطور اهتماماً للثقافة بحقولها كافة، ولا شك أن الإبداع والابتكار بتجلياتهما الفكرية والعقلية كافة يحظيان باهتمام كبير؛ على اعتبار أنهما غصنا الحضارة الأرقى اللذان يُعوّل عليهما في خدمة البشرية وإضفاء السعادة والرغد والنماء على حياتها.
والمملكة في ظلّ هذا التحول المجتمعي والإنساني الكبير عموماً تشهد وثبات حضارية مذهلة؛ فالازدهار في المساحات الثقافية والإبداعية جليّة وواضحة؛ وما تتابع المواسم الثقافية والمعارض والمناسبات الثقافية الصرفة إلا تجسيد لهذا التحول والإزهار والخصب في تمظهر الثقافة بتجلياتها كافة، إن على مستوى الكتاب أو التراث أو الفنون سواء الأدائية أو غيرها، أو حتى الأزياء والموروث الشعبي والتاريخي التي تطل جميعها بشكل لافت، وبحضور محلي وعربي وعالمي أيضاً، يؤكد علو ورسوخ تاريخنا وثقافتنا وحضارتنا العريقة.
ويشكّل مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء" ملمحاً حضارياً وثقافياً ملهماً، فهو يقدم لزوّاره تجارب جديدة وملهمة تغذي الإبداع والشغف بالتعلم، وتثري الثقافة، فضلاً عن كونه يعد منارة للتغيير ونافذة على التجارب العالمية من خلال تشجيع الإبداع، وإلهام العقول، وتمكين المواهب، ومع تقدم الابتكار والتكنولوجيا؛ ولذلك حرصت قيادتنا على أن يكون مواكباً لهذا التطور بوتيرة متناغمة.
فـ"إثراء" إحدى المفاخر الوطنية التي قدمتها أرامكو السعودية، إذ يمثّل قيمة عالية للمجتمع، فقد نجحت أرامكو في أن يكون "إثراء" بيئة خصبة للابتكار والتجربة عبر تحفيز المواهب وتمكين الإبداع، وذلك من خلال رعاية الفنون والآداب والعلوم.
المواسم الثقافية التي يقدمها "إثراء" بكافة تجلياتها وتنوعها تؤكد أن الثقافة لدينا باتت نمط حياة ومؤشراً لجودتها وإشراقة مستقبل مجتمعنا، وتأكيداً على أن بلادنا -عن جدارة- خليقة بأن تكون منارة إبداعية ليس للعالم العربي فقط وإنما منارة عالمية.
إن هذا الدعم الذي تحظى به الثقافة يجعل الطموحات تتراحب، ويجعل الرهان على الثقافة وأثرها التحدي المستقبلي، فقد قطعنا شوطاً محفزاً إن على مستوى دعم المواهب وصقلها، أو تشجيع الكتاب والقراءة بطرق إبداعية، فضلاً عن تسارع رقمنة العروض الثقافية وازدهار الثقافة الافتراضية كما برع فيه مركز "إثراء" الذي هو بحق تجربة تستحق النمذجة وتقفّي خطوها.




http://www.alriyadh.com/1916057]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]