تتابع الحالات الإنسانية للتوائم السيامية في الوصول إلى المملكة عاماً بعد آخر، بعد أن أضحت منارة وقبلة عالمية في إجراء هذه النوعية من العمليات المعقدة، وزادت على التفوق في الجانب الطبي، الريادة في الجوانب الإنسانية، حيث تتكفل الدولة وفق توجيهات قيادتها الرشيدة بعلاج تلك الحالات على نفقتها الخاصة.
ثلاثة عقود وأكثر من التمرس في عمليات فصل التوائم، علا خلالها نجم الفريق الطبي المتخصص في تلك العمليات التي طوقت شهرة إجرائها في المملكة الآفاق بعد إجراء العديد من العمليات الناجحة لتوائم من مختلف دول العالم، تصدرت معها المملكة قائمة الدول المتخصصة في إجراء عمليات التوائم السيامية، وأتبعت تلك الصدارة بتسجيل سابقة إنسانية بتحمل الدولة للتكاليف الباهظة والنفقات المالية المرتفعة لإجراء تلك العمليات.
ما تقوم به المملكة في هذا السياق يضاف إلى سجلها الحافل بالعطاء وبتقديم المعونات الإنسانية دون منٍّ أو أذى، في تكريسٍ للقيم النبيلة التي باتت صفة ملازمة للوطن وقيادته الرشيدة التي لم تألُ جهداً في بذل إمكاناتها لتقديم العون والمساعدة في شتى الأزمات والظروف، وتخصيص مراكز ومؤسسات رسمية تُعنى بتلك الجوانب، كما الحال مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
استقبال المركز مؤخراً حالة التوءم السيامي المصري "سلمى وسارة" ليس إلا استكمالاً للمسيرة المميزة للبرنامج السعودي لفصل التوائم الذي تمكن من استقبال 118 حالة قادمة من 22 دولة، لتشكل ظاهرة فريدة فيما يعرف بـ"دبلوماسية الطب".
استعراض سريع لردود فعل الأهالي وذوي التوائم يكشف مقدار الامتنان والعرفان الذي يطوقونه للمملكة منذ إعلان التوجيه بعلاج التوائم وحتى خروج الطفلين وسط حفاوة الفريق الطبي، وتبلغ تلك المشاعر ذروتها بعد عقود حين يقدم الطفلان لمفرق أجسادهما ليستعيدا نبل قيادة وشعب المملكة، والإنسانية التي جعلت ما كان محالاً ممكناً وبكل فخر واعتزاز.
ولم يكن لتلك الإمكانات أن تتحقق لولا ما بذلته قيادة المملكة في تهيئة كوادر بشرية وبنية طبية وتجهيزات فنية ولوجستية مكّنت من تقديم تلك الخدمة وفق أعلى المواصفات المهنية، ويسّرت إنجاح العمليات، وتأسيس مدرسة إنسانية تحت مسمى: "البرنامج السعودي الوطني لفصل التوائم".




http://www.alriyadh.com/1920426]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]