تذكرت في لحظة حضوري نهائي أبطال آسيا بين الهلال وبوهانغ الكوري خبرا مؤلما صحفيا واجتماعيا نشر في جريدة "الرياض" في الـ11 من يناير 2009، عن معاناة مشجع حضر مع ابنته التي لم تتجاوز أربعة أعوام لملعب الأمير فيصل بن فهد لمباراة شباب الهلال والنصر، وتم منعه لأن الصغيرة سيدة بنظر المنظمين وكون الملعب من وجهة نظرهم للرجال تم منعه وبقوة، والحال كذلك مع أخبار مشابهة تكررت بهذا المنوال، حتى تقريبا في شهر سبتمبر 2017م عندما سمح ولأول مرة تاريخيا بدخول المرأة للملاعب الرياضية كحدث تناقلته وكالات الإعلام العالمية عندما تم السماح لهن بمناسبة احتفالية اليوم الوطني في ذلك العام!
لماذا تذكرت الكثير من الحوادث وأشغلتني قليلا عن متابعة النهائي الكبير الذي ساهم الهدف المبكر للهلال بإضفاء الطمأنينة والفرح علينا كعادة نادي الهلال، ومتابعتي للجانب الآخر من التغير الاجتماعي الكبير الذي نعيشه وأحيانا الكثير منا غير مستوعب لكافة تفاصيله والنواحي الجمالية والمضيئة فيه.
السيدات السعوديات كن يملأن أرجاء الملعب بحضور مختلف، بكامل أناقتهن وبكل أريحة وأمن وأمان وتنظيم، من فترة طويلة لم أدخل الملاعب الرياضية، وأنا من الصغر اعتدت عليها، وأعرف أحيانا وبكل صراحة سلبيات وهتافات بعض الحضور لاختلاف الثقافات وتنوعها بين المشجعين، فلا بطبيعة الحال تصنيف للحاضر للمباراة، فالكل ثقافيا واجتماعيا سواسية وهنا يكون الأمر مقلق للآباء عندما يحضرون مع أبنائهم ويستمعون لبعض الألفاظ ويكون الأمر محرج، فما بالنا مع حضور العوائل.
بكل مصداقية كان الأمر مختلفا بالفعل، ما يحدث داخل مجتمعنا أمر إعجازي بدون مبالغة، أنا عاصرت مراحل متعددة، كنت قريب من رجل الشارع العادي ومن المسؤول، كنت ولا زلت مهتم بقياس موضوع التغيرات الاجتماعية، في السعودية الجديدة تغير سريع جدا، صحيح وهذا طبيعي قد تحدث بعض الردود السلبية أو انفلات فئة قليلة ولكن مع النظام وتطبيقه الصارم نجد أن التوافق مع الانقلاب الاجتماعي الإيجابي والأمور المستجدة يمضي بتوازن كبير، فالمجتمع السعودي حاليا يعيش مراحل مهمة ويختصر أفراده الكثير من مراحل العمر وبتجاوز هذا المجتمع بشجاعة مراحله السابقة التي كانت متناقضة بكل ما تعنيه الكلمة.
الحفلات والفعاليات الفنية التي نتابع تفاصيلها حاليا مع موسم الرياض والتلقائية للفنانين والفنانات في تعابيرهم ومشاركاتهم الجمهور لم تكن لتحدث لولا أن الزمن الاجتماعي لدينا تغير، مراحل عديدة تم تجاوزها بفترات قصيرة وبخفة ورشاقة وتقبل الكثير منا، كتلقائية رقصة محمد عبده الجاكسونية!!




http://www.alriyadh.com/1921271]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]