سؤال: أين مالك؟ قد تقول إنه في المصرف وأنك لم تر مالك كله عياناً وإنما يأتيك كحوالة. كثيراً ما تشتري بالبطاقة من دون أن ترى المال الورقي.
كيف أرسلت آخر رسالة؟ بهاتفك الجوال أو البريد الإلكتروني، لن تتذكر آخر مرة أرسلت فيها رسالة ورقية في مظروف وطابع ولن تتذكر آخر رحلة لصندوق بريد.
ما آخر شيء قرأته؟ أظنك ستقول إنك قرأت خبراً أو مقالاً في هاتفك المتنقل أو على الحاسب، وهذه صارت هي الأماكن التي تقرأ فيها أكثر من ذي قبل.
ماذا فعلتَ حينما احتجتَ معلومة؟ فتحتَ الإنترنت واستخدمتَ محرك بحث ووجدتها.
كل شيء الآن بدأ يتحول للرقمية وإلى التقنيات الجديدة التي بَرَزت على الإنترنت منها ما يسمى الحوسبة السحابية حيث يستطيع المرء رفع ملفاته إلى مساحات في الإنترنت، ورغم أنها غير مأمونة ويسهل اختراقها والتجسس عليها إلا أنها انتشرت انتشاراً كبيراً الآن وصارت جزءًا من طرق الحوسبة والشبكة والتخزين.
لكن.. ماذا لو عجزنا عن استخدامها؟ الإنترنت بيانات رقمية تَفيض عبر أسلاك، ولو حصل شيء لهذه الأسلاك تعطّلت الإنترنت في تلك المنطقة، فهناك آلاف الكيلومترات من الأسلاك أسفل المحيطات تنقل البيانات حول العالم، وعددها محدود، وخذ مثالاً محطة بيانات في ميامي، فهذه المحطة مسؤولة عن تسعة أعشار الحركة الإنترنتية بين قارتين كاملتين، ولو دُمِّرَت لتوقفت الإنترنت بين القارة الأمريكية الشمالية والجنوبية بشكل شبه تام. وفي عام 2011م كانت عجوز في دولة جورجيا تُنقِّب باحثة عن النحاس في إحدى الأراضي وبالخطأ قطعت سلكاً يزوّد أرمينيا بالإنترنت، وهكذا في طرفة عين انقطعت الإنترنت عن دولة. غير ذلك فهناك التكلفة، فصيانة الإنترنت مكلفة، لا تنخدع بسعر الاشتراك الشهري، هناك بحار من الحواسيب والخوادم والمعدات تحتاجها الإنترنت وصيانتها غير ممكنة للأبد.
الطاقة الكهرومغناطيسية تفعل هذا في ثوانٍ، وأي طريقة تنْفُث موجة كبيرة من الكهرومغناطيسية –مثل انفجار نووي في الهواء- كفيلة بنفخ حزمة هائلة من هذه الطاقة إلى مساحة واسعة جداً مما سيوقف تقريباً كل جهاز كهربائي في المنطقة: الهواتف، السيارات، الحواسيب، وهلم جراً. ستتوقف الحركة المالية لأن الصيرفة الإلكترونية صارت هي الأساس الآن، وستتعطل شبكات الهاتف، وستتوقف الحركة المرورية، ستحترق الإنترنت في المنطقة المصابة.
أسوأ شيء هو اختفاء العلم، ذلك أن العلم اليوم صار رقمياً لا يفارق الإنترنت، وحتى موسوعة بريتانيكا العريقة توقفت عن الطباعة عام 2012م وصارت رقمية.
إن اعتمادنا على الوسائط الرقمية صار شبه تام الآن، وهو نقطة ضعف.. ماذا سنفعل إذا اختفى العلم فجأة هكذا؟




http://www.alriyadh.com/1921309]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]