تلعب العوامل النفسية دورا مهما في السلوك الاستهلاكي لدى الأفراد، ولذلك تقوم الحملات التسويقية على مبدأ إثارة الغريزة الاستهلاكية، التقدم المذهل في وسائل التقنية ومنصات التواصل الاجتماعي ساهم في تغيير عادات وسلوكيات الأفراد في الشراء، دفعتهم الى النهم الاستهلاكي وزادت العبء المالي على أرباب الأسر، وخلقت مشكلات اجتماعية عديدة، التخفيضات الموسمية من أنجع الطرق التي تستهدف بها المتاجر المستهلكين وقد تجذب زبائن ليس لهم حاجة في شراء منتجاتهم عندما تسلط الضوء على نسب التخفيضات العالية لجذب الانتباه وربما تكون منتجات ليس لها قيمة حقيقة إما أن تكون منتجات قديمة أريد التخلص منها بأي ثمن أو تكون منتجات غطت تكاليفها وأي قيمة تباع بها فهي عبارة عن أرباح، البنوك أيضا تستخدم تخفيضات نسب التمويل الاستهلاكي لاستهداف عملاء ليسوا بحاجة للتمويل، وهكذا تحولت شعوبنا الى مجتمعات استهلاكية بامتياز، تشير الدراسات الى أن 40% من عمليات الشراء تتم بشكل غرائزي، كما أن الضغط الاجتماعي له دور بازر في تغيير سلوك الأشخاص الشرائي وخصوصا أولئك الذين لديهم عقدة النقص، إنهم يرفضون واقعهم الحقيقي ويريدون أن يعيشوا بإمكانات اكبر من دخلهم الشهري، يحاولون دائما تقليد الطبقات العليا، أو المجتمعات الغربية في الحفلات والملابس وغيرها، فتجد امرأة تشتري شنطة بقيمة قد تتجاوز مرتبها الشهري، وهنالك من يشتري سيارة فارهة بمبلغ ضخم قد يعاني لسنوات عديدة من تبعاتها المالية، وصدق من قال ان الماركات كذبة تسويقية اخترعها الأذكياء لسرقة الأغنياء فصدقها الفقراء.
المشتري المثالي دائماً يحاول التوفيق بين حاجاته وعاطفته الشرائية، لا يتأثر بنظرة الناس اليه يعرف أن قيمته بما يمتلك من علم وثقافة وأدب وتعامل راق، يمتلك نظرة صائبة للمستقبل، يعلم أن تقلبات الحياة سريعة، لذلك يخطط لأن يعيش هو وأسرته حياة كريمة لا تتأثر بالأزمات الاقتصادية، تجده رشيدا في استهلاكه، يوفر من أجل أن يدخر، وهذا منهج أصيل في التعامل مع المال نصت عليه الآيات القرآنية في أكثر من موضع وحددت قواعد للاستهلاك كما في الآية "وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ" وفي القرآن الكريم بيان تفصيلي لكيفية الادخـار لمواجهة الأزمات الاقتصادية في المستقبل قال تعالى على لسان نبيه يوسف عليه السلام: "تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ".
ثقافة الاستهلاك والادخار يجب أن تكون عقيدة في حياتنا نعمل بها ونغرسها في نفوس أبنائنا.




http://www.alriyadh.com/1921497]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]