هل فكرت يوماً لماذا يتم وضع نشرة داخل عبوة الأدوية -على الأغلب- بلغتين؟، أعلم أن الإجابة من الجميع ستكون بالإيجاب، وجميعكم يعرفون، والسؤال التالي كم مرة نجحت في قراءة نشرات الدواء؟ وكم مرة تعصبت وألقيتها بطول ذراعك؟ كم مرة استعنت بالأهل والأصدقاء وربما الجيران؛ كي يساعدوك في قراءة تلك النشرات السحرية داخل عُلب وعبوات المستحضرات الدوائية.
لقد كُتبت هذه النشرات حتى لا تُقرأ؛ إلا إذا كنت مثل زرقاء اليمامة، أو عيونك هي عيون الصقر، أو ربما كانت لديك أدوات طبية تعينك على القراءة مثل الميكروسكوب الخاص بالكلمات، أسوة بالميكروبات والفيروسات، فقد أصبحت الكلمات المكتوبة في دقة الكائنات الحية الدقيقة.
الأمر أخطر من كونه مزاحاً، فإذا كانت الدولة بأجهزتها تعمل بدأب لتحقيق الأمن الدوائي، فإننا في حاجة ماسة للأمان الدوائي، والأمان هنا أن تعرف كل شيء عن الدواء الذي تتناوله، فوائده، مضاعفاته، أوقات تناوله، إلخ، ولكن القائمين على تلك الصناعة، إضافة لهيئة الغذاء والدواء لم يعيروا هذا الأمر انتباهاً، وكأنه أمر ثانوي، المهم أن تقوم الشركات بحشو عبوات الأدوية بأوراق عريضة وطويلة وكلمات دقيقة لا يستطيع أحد قراءتها.
إن تلك المشكلة تعد من أهم حقوق الإنسان، لأنها تتعرض لحياته، أو حياة من يحب من أفراد أهله، فالحق هنا حق في المعرفة، حق في الحصول على الأمان الدوائي، حق في الحياة.




http://www.alriyadh.com/1921906]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]