أرقام زوار موسم الرياض 2021 كانت لها انعكاسات اقتصادية كبيرة مباشرة على أسواق عمل الترفيه، وغير مباشرة على الفنادق ودور الإيواء السياحي التي ارتفعت نسب الإقبال عليها، ناهيك عن ارتفاع السعة المقعدية في خطوط الطيران الوطنية والخليجية، التي قدمت بفضل موسم الرياض عروض طيران مخفضة لحضور فعالياته..
بعد مرور شهر ونيف على موسم الرياض، نستطيع القول إن الهيئة العامة للترفيه نجحت بامتياز واقتدار بتحويل الترفيه في السعودية من مهرجانات مجردة إلى صناعة اقتصادية وسياحة ترفيهية قائمة بذاتها، كونها تمثل أحد الاقتصادات الوطنية الواعدة غير النفطية، وهو ما يؤكد على الرؤية المنهجية لسمو ولي العهد في استثمار كافة الفرص التي تمتاز بها بلادنا، ومن بين ذلك "الترفيه".
ربما يتفق معي الكثير من أن التوظيف المتخصص للسعوديين والسعوديات في قطاع الترفيه بقيادة رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه معالي المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، رسم ملامحه الجوهرية في موسم الرياض 2021 الذي لم يستطع خلق الفرص الوظيفية لكوادرنا الوطنية، بل أسهم في تنمية خبراتنا السعودية في شتى المجالات المرتبطة بهذا القطاع الخصب والمتنامي.
أهم ما نجح في تحقيقه الموسم حتى الآن هو إسهامه في توفير أكثر من 122 ألف وظيفة، منها 37 ألف وظيفة مباشرة، و85 ألف وظيفة غير مباشرة موزعة بين الجنسين، وهو بذلك يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك من أن قطاع الترفيه -ليس كما كان يعتقد البعض- خيارا اقتصاديا استراتيجيا للمملكة العربية السعودية، ومساهما رئيسا في خفض نسب البطالة بين أبنائنا وبناتنا الشغوفين بهذا المجال الذين أبهروا العالم أجمع في هذا الموسم، بل إن قطاعا عريضا من الشباب اليوم بدأ يلتفت للترفيه إما كوظائف مستدامة أو مؤقتة.
الإحصاءات الشهرية التي استعرضها معالي المستشار في حسابه على تويتر عن موسم الرياض، هي أداة إقناعية قائمة على الأرقام لا الانطباعات الشخصية، من أن "السياحة الترفيهية" التي عملت هيئة الترفيه على تطويرها منذ أكثر من سنتين باتت تؤتي أُكلها اقتصاديًا وسياحيًا، فعدد زوار الموسم تجاوز الـ 4.5 ملايين زائر، فالحضور الدولي كان أكثر من 145 ألف زائر، فيما زاد عدد الزوار الخليجيين عن سقف 163 ألف زائر، أما عدد الزوار القادمين من خارج الرياض فأكثر من 620 ألف زائر، ومن داخل الرياض تجاوز سقف حضورهم 3.6 ملايين زائر تقريبًا.
خلاصة القول إن أرقام زوار موسم الرياض 2021 كانت لها انعكاسات اقتصادية كبيرة مباشرة على أسواق عمل الترفيه، وغير مباشرة على الفنادق ودور الإيواء السياحي التي ارتفعت نسب الإقبال عليها، ناهيك عن ارتفاع السعة المقعدية في خطوط الطيران الوطنية والخليجية، التي قدمت بفضل موسم الرياض عروض طيران مخفضة لحضور فعالياته، حتى أن أحد الأصدقاء الخليجيين ذكر لي أنه "لم يكن يتوقع أن يكون موسم الرياض بهذا المستوى العالمي وهو عالم يفوق الخيال بكل ما تحمله الكلمة من معنى"، فهل تشهد النسخة الحالية قدوم السياح من الصين وروسيا وأن يكون مقدمة لنصل إلى 100 مليون سائح بحلول 2030؟.. دمتم بخير.




http://www.alriyadh.com/1922358]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]